تأهل الزمالك رسمياً لدورى المجموعات للمرة الأولى منذ 4 سنوات مضت , 4 سنوات والفارس الأبيض لم يشارك فى معركة الثمانية لبطولتة المفضلة والمحببة لجمهورة .
إستطاع الزمالك بجدارة تحقيق الفوز على الفاسى ذهاباً وإياباً , ويمكننا القول بأن الزمالك أحكم قبضته وفرض كلمته على الفاسى طوال 180 دقيقة هى مجموع المباراتين , حيث إتضح جلياً الفارق الكبير بين قدرات وإمكانيات ومؤهلات فريق الزمالك ونظيرتها لدى الفريق المغربى , على الرغم من أن هناك العديد من لاعبى الزمالك خبراتهم الأفريقية ضئيلة وتكاد تكون معدومة , ولكن هنا يأتى دور المعلم حسن شحاتة بأسلوبه وبصمته الواضحة على الفريق وبالتحديد فى آخر ثلاث مباريات , منذ مباراة أفريكا سبورتس فى كوت ديفوار ونحن نشاهد فريقاً مُغاير لما عهدناه فى السابق , فريق يستطيع رغم كل الظروف أن يتحدى ويؤدى ويحقق الإنتصار , فريق لديه هدف واضح وجهاز فنى له رؤية محددة فى حالة من التلاحم والترابط ووحدة الصف بين الجميع داخل الفريق , بشئ من التدعيم .. أتصور أن عودة الفارس الأبيض من جديد أصبحت قريبة إذا ما إستمر على هذا المنوال .
عودة لمباراة الفاسى مُجدداً والتى كانت عبارة عن جزء ثانى أو حلقة أخرى من مباراة الذهاب , نفس التشكيل ونفس الأسلوب والتكيتك مع عودة عبد الواحد السيد وزيادة الضغط الهجومى لقتل أى آمال للخصم فى إمكانية التعويض وتكرار مأساة الرجاء البيضاوى ! .
يُحسب للزمالك فى تلك المباراة الجدية الكاملة , رغم أن الجميع كان يضع يده على قلبه خوفاً من مرض الإستهتار الذى يلازم كل من يرتدى قميص الزمالك ويجرى كالدم فى عروقه , وهو المرض التى نأمل أن ينجح المعلم فى إستقصاله على المدى البعيد إن شاء المولى .
بدأ الزمالك بتشكيلة مكونة من :-
عبد الواحد السيد
عبد الشافى - فتح الله - صلاح سليمان - عمر جابر
نور السيد - موندومو - إبراهيم صلاح
أحمد حسن - شيكابالا
عمرو زكى
الجانب الدفاعى :- إستمر الزمالك بنفس أسلوبه مباراة الذهاب بالإعتماد على أسلوب الضغط المتقدم من الثلث الدفاعى للمغرب الفاسى , والذى أتمنى أن يكون تكراراً ليس مُرتبطاً بمباراتى المغرب الفاسى فقط , لإن تطبيق هذا الأسلوب دائماً وأمام جميع الفرق فى جميع البطولات سيريح دفاع الزمالك كثيراً ويسهل من مأمورية وسط الملعب بفرض أسلوبه على الخصم .
الجانب الهجومى :- تمثل فى الثلاثى الأمامى شيكابالا وعمرو زكى وأحمد حسن مع تحرير نور السيد هجومياً بشكل أكبر , كما كلف المعلم شيكابالا للدخول لعمق الملعب قليلاً للإستفادة من تمريراته المُتقنة فى ضرب قلب الدفاع الضعيف للفاسى و للسماح لعمر جابر بالتقدم وفتح عرض الملعب ولكن كالعادة خوف جابر من فقدان الكرة أو إرتكاب خطأ فى التمرير يسبق جرأته وقدرته على الإبتكار .
جدية الزمالك فى اللقاء وقوة أداءه أطاحت بكل آمال المغرب الفاسى فى إمكانية إحياء فرصته من جديد بإحراز هدف مبكر أو هدفين خلال الشوط الأول , ومع الهدف المبكر لإبراهيم صلاح وطرد سعيد الحامولى الظهير الأيسر بدا الفريق المغربى مهلهلاً ويسهل ضرب دفاعاته دون عناء , ولم يكن عبد الهادى حلحول لاعب صانعاً للفارق فى مستوى المغرب الفاسى فى العودة .
وقد جاءت أخطر فرص الشوط الأول كالتالى :-
- الدقيقة 2 هدف الزمالك الأول وتعقيد الأمور على الفاسى بضربة ثابتة نفذها شيكابالا بشكل أكثر من رائع يودعها إبراهيم صلاح رأسية بارعة تسكن الشباك وسط مشاهدة من حارس الفاسى " المُتعالى " أنس الزنيتى .
- الدقيقة 15 وبدأ شبح الرجاء يراود جمهور الزمالك بإنفراد لحمزة بورزوق ينقذها عبد الواحد السيد ولكنها تكمل طريقها نحو المرمى ليخرجها جابر قبل أن تسكن الشباك .
الشئ المُلفت للنظر أن 99% من هجمات الفاسى خلال اللقاء رغم قلتها إلا أنها إنفرادات ولولا براعة عبد الواحد السيد لتغيرت النتيجة وشكل الآداء , مما يوضح هبوط مستوى فتح الله وصلاح سليمان فى فرض الرقابة اللصيقة والمحكمة على هجوم الفاسى .
- الدقيقة 18 كرة تخدم شيكابالا وتتهيأ له داخل منطقة ال18 يتوغل ويمرر كرة حريرية للصقر الذى أراد أن يضفى جمال أكبر على الكرة فراوغ الحارس وهو على خط ال6 ياردات ولكن سعيد الحامولى عرقلة قبل أن يودع الكرة الشباك وينال كارت أحمر ويحتسب ركلة جزاء للزمالك نفذها حسن فى الدقيقة 20 !! ويهدرها .
ربما تلك اللحظة من المباراة كانت نقطة تحول نفسية لفريق المغرب الفاسى حيث أصبحت الأمور أكثر صعوبة بعدما طُرد أحد لاعبيهم وهو ما إحراز 4 أهداف فى مرمى الزمالك فى ظل النقص العددى درباً من الخيال .
فى الوقت نفسه الحكم إستنفذ وقتاً طويلاً جداً لتسديد ركلة الجزاء أعتقد أنها أثرت على أحمد حسن وأفقدته تركيزه .
- الدقيقة 22 كرة نموذجية ساقطة من جابر لحسن بعد خط ال18 قليلاً يلعبها رأسية فوق العارضة .
- الدقيقة 25 شيكابالا يرسل بينية رائعة لزكى فى وضعية إنفراد ولكن الزنيتى يخرجها قبل زكى .
- الدقيقة 31 عمرو زكى يمرر كرة بينية جميلة لشيكابالا على اليسار يراوغ ويرسل كرة عرضية ولكن عالية خارج الملعب .
- الدقيقة 40 فى هجمة للفاسى إثنان على إثنان عرضية خطيرة من حلحول على اليسار ينقذها وحيد قبل أن تذهب للمهاجم فى مواجهة المرمى الخالى ! .
- الدقيقة 41 تمريرات مُتبادلة بين شيكابالا ونور السيد تنتهى لشيكابالا جهة اليسار يتوغل بسرعتة ويسدد بوجه القدم الخارجى فى العكسية ولكنها تخرج ضربة مرمى لإن وضعة التشريحى لم يكن سليم لركن الكرة بهذه الطريقة .
- فى الوقت بدل الضائع والبالغ دقيقتين ضربة حرة للفاسى من جهة اليسار تُلعب الكرة عرضية ثم يهيئها المهاجم لزميلة على خط ال6 ياردات يلعب رأسية تعلو العارضة , وربما تكون تلك الهجمة هى الوحيدة التى لم تكن إنفراد للفاسى !! .
وضح خلال هذا الشوط رغبة الزمالك فى حسم التأهل وقطع كل الطرق أمام الفاسى وإجهاض آماله قبل أن يُحييها من جديد .
الشوط الثانى
على عكس المتوقع جاء الشوط الثانى نسخة كربونية من الشوط الأول بهدف ثانى فى أولى الدقائق , هدف قتل كل طموح وأمل للمغرب الفاسى فى إمكانية تحقيق الصعود لدورى المجموعات وحسم تأهل الزمالك بنسبة تقترب من المائة بالمائة , وإستمرت جدية فريق الزمالك حتى بعد طرد أحمد حسن بل وهدد الزمالك مرمى الفاسى بأكثر من كرة خطيرة وبشكل عام كان من الممكن تحويل المباراة لمهرجان أهداف ولكن كان يعيب الفريق التركيز فى اللمسة الأخيرة أو " الفينيش " حيث كان يتم الوصول لدفاعات الفاسى بسهولة ولكن نهاية الهجمة لم تكن كما يجب أن تكون .
رغم الطرد الذى ناله أحمد حسن إلا أن الزمالك إستمر على جديته ولم يفقد تركيزه وقدم أكثر من نموذج مميز لضرب خط الدفاع على خط واحد من خلال الأطراف سواء كان حازم إمام أو عبد الشافى .
وتمثلت أخطر فرص الشوط الثانى للفريقين كالتالى :-
- الدقيقة 47 هدف على 3 مرات لحازم إمام بعد تمريرة ممتازة من عمرو زكى لحازم إمام فى وضعية إنفراد يسدد وينقذ الزنيتى ترد لحازم مرة أخرى يسدد وينقذ الزنيتى ترد لحازم مرة ثانية ولكنه يودعها المرمى ليحرز هدف حسم التأهل لصالح الزمالك .
- الدقيقة 58 تسديدة من ألكسيس موندومو بعيدة عن المرمى , موندومو هو الروح التى دبت فى وسط ملعب الزمالك من جديد , وهو ترجمة حرفية للمصطلح الكروى " مسمار " فى وسط الملعب , رغم أنه يبدو للكثيرين بطئ ولا يلعب بجدية ولكن قدراته فى الضغط والإستخلاص والبناء والتمرير كبيرة , ويتسم بأسلوب مميز فى الضغط يُجبر الخصم فى أحيان كثيرة على الإستسلام له وإهدار الكرة .
- الدقيقة 62 تسديدة خطيرة من المُزعج حمزة بورزوق بجوارالمرمى .
- الدقيقة 64 تسديدة قوية من إبراهيم صلاح فوق العارضة , إبراهيم صلاح مع المعلم غير , جُرأة وتسديد وتهديف وإحتفاظ بالكرة , نسيان شبه كامل لحالة الإرتباك التى كانت دائماً ما تصيبه مع أول لاعب يضغط عليه من الخصم , ننتظر منه المزيد .
- الدقيقة 67 إنفراد جديدة للفريق المغربى يتصدى له عبد الواحد السيد أحد أهم أسباب الصعود لدورى المجموعات .
- الدقيقة 71 الزنيتى حارس الفاسى يخطئ التمرير ويهيئ الكرة لأحمد جعفر يحاول مراوغته ولكنه لم ينجح وينقذها الزنيتى ويحرم الزمالك من هدف ثالث مؤكد .
- الدقيقة 78 كرة طولية من نور السيد لعبد الشافى يتوغل للأمام ثم يمرر كرة أرضية على حدود منطقة الجزاء لنور يسدد كرة ولا أروع تمر بجوار القائم .
بعد طرد حسن تقدم نور السيد لمناطق الخطورة فى أكثر من مناسبة وبدا قادراً على تقديم المساندة الهجومية القوية وذلك بتمريراته المُتقنة وتسديداته الصاروخية , وكأن وجود الصقر أمامه بحسب طريقة اللعب يحجّم من قدراته ! .
- الدقيقة 81 جعفر يُمرر كرة بينية من جعفر لعبد الشافى فى وضعية إنفراد يراوغ ويُعرقله الزنيتى وبدل من إحتساب ضربة حرة مباشرة وطرد الزنيتى الحكم لم يفعل شئ ! .
- فى نفس الدقيقة حازم إمام يظهر فى الكادر وينطلق على اليمين بسرعته ويمرر عرضية لجعفر يقابلها بشكل رائع تعلو العارضة , طريقة تعامل جعفر مع الكرة تنم عن قدرة هجومية كبيرة يتمتع بها اللاعب .
- الدقيقة 90 بورزوق يتوغل من اليسار وينفرد بعبد الواحد السيد وينقذها وحيد فى مشهد مُتكرر وسط حالة التوهان لفتح الله وصلاح سليمان .
الإنذارات :-
- الدقيقة 12 إنذار لحمزة بورزوق .
- الدقيقة 18 طرد للاعب سعيد الحامولى .
- الدقيقة 23 إنذار أول لأحمد حسن .
- الدقيقة 46 إنذار لصلاح سليمان يبعده عن أولى مباريات دورى المجموعات .
- الدقيقة 61 إنذار ثانى لأحمد حسن وكارت أحمر , ليلحق بصلاح سليمان بعيداً عن مباراة تشيلسى الغانى .
التغييرات :-
- الدقيقة 34 خروج جابر ونزول حازم إمام .
- الدقيقة 65 خروج شيكابالا ونزول هانى سعيد , فى أكثر الدقائق كآبة على جماهير الزمالك خلال المباراة , لم يشتط أى مشجع زملكاوى غضباً من فرصة ضائعة للفريق أو هجمة خطرة للفاسى بقدر ما غضب من هذا المشهد الذى يظهر فيه شيكابالا غاضباً من شحاتة لتغييره ويقول له ( كل مرة أنا , متلاعبنيش معاك تانى بقى مشينى بقى , يا راجل ده إنت زهقتنى ) !!! .
مشهد أصاب الزملكاوية بنوع من الصدمة خلال فرحة بصعود هو الأول منذ أربع مواسم , يأتى شيكابالا ويُفسد سعادة الجمهور على مدار 540 دقيقة محصلة الثلاثة أدوار السابقة لدورى المجموعات ذهاباً وإياباً , شيكابالا لم يكتفى بغيابه عن التدريبات قبل مباراة أفريكا سبورتس بكوت ديفوار , بل زاد الأمور سوءا بموقفه من شحاتة , والذى كنت أتمنى ألا يلقى بالاً لتصرف شيكابالا , حتى لا يُحمله أحد أى أخطاء .
أتصور أن ماحدث من شيكابالا صدمة للجمهور وفرصة لمجلس الإدارة لإتخاذ قرار حاسم وفارق فى حياة اللاعب الكروية فى المواسم القادمة , وعلى جمهور الزمالك أن يضع مصلحة نادى الزمالك فوق كل إعتبار ويدعم الجهاز الفنى فى قراراته , حتى لو كان قراره هو الإستغناء عن خدمات شيكابالا .
ألا يشعر شيكابالا بالغيرة من لاعب مثل أبو تريكة صاحب ال34 عام وهو يصعد بفريقه لدورى المجموعات رغم أنه بعيد عن مستواه منذ فترة ليس بالقصيرة ! , ألا يشعر بالغيرة من زميله بالفريق أحمد حسن صاحب ال37 عام وهو يكافح ويجتهد ويُصر على النجاح رغم إنجازاته والمرحلة العمرية التى بلغها ! , ألا ينظر إلى لاعبين عديدين المفترض أنهم فى طريقهم لإنهاء رحلتهم الكروية ومع ذلك يفرضون أنفسهم على الجميع بإجتهادهم وإلتزامهم وإصرارهم ! , ألا يشعر بالحسرة وهو يرى برادلى يضم لاعبين لمنتخب مصر هو أحق منهم بإرتداء قميص المنتخب , ألم يستمع لتصريح برادلى فى بداية توليه الإدارة الفنية للمنتخب وهو يقول شيكابالا هو من سيقود منتخب مصر للصعود لكأس العالم ؟! .
شيكابالا .. إلى أين .. وماذا تريد .. وإلى ماذا تهدف , عليك تحديد مستقبلك بنفسك , إما أن تجتهد وتلتزم وتكافح وتقاتل من أجل نفسك أولاً وناديك ثانياً , وإما أن تستمر على ما أنت فيه أقصى ما تنتظره منك الجماهير مراوغة مميزة أو هدف مُبهر !! .. راجع حساباتك مرة أخرى , قد تكون لحظة الأزمة الحالية بينك وبين شحاتة هى الفارقة فى مشوارك الكروى كلاعب وقد تغير من تاريخك 180 درجة , من فضلك , كن أكثر حرصاً على موهبتك التى ستُحاسب عليها , وكن أكثر طمعاً فى أن تحقق ما لم يحققه أقرانك وما لن يحققه من يأتون بعدك .. مازالت الفرصة أمامك وإن أهدرتها " لن " تعود !! .
على كل حال مبروك لكل جماهير الزمالك فى كل مكان فى العالم بالصعود لدورى المجموعات بعد طول غياب , فرحة كبيرة وتكاد تكون مضاعفة بالصعود لدورى المجموعات والفوز على المغرب الفاسى بهدفين ذهاباً ومثلهم إياباً , فارق كبير بين مجرد الفوز وبين الفوز المصحوب بآداء أشبه بالحصار البوليسى يُفرض على الخصم رفع الراية البيضاء ( بخطين حُمر ) ! .
حسن شحاتة :- الزمالك الأفريقى أكثر إبداعاً وإمتاعاً وإقناعاً , منذ مباراة أفريكا سبورتس بكوت ديفوار ونحن نرى فريق من كوكب آخر , جدية وإلتزام وإنضباط وروح قتالية , أتمنى أن يكون دورى المجموعات هو إستمرار لتلك المباريات الثلاثة , علماً بأن دورى المجموعات سيكون أكثر صعوبة وقوة من كل الأدوار السابقة , ولكن ما رأيته على مدار الثلاث مباريات الأخيرة يجعلنى أشعر بالإطمئنان , قليل من التدعيم ويصبح الحلم قريب من القلعة البيضاء , وما أجمل أن يتحقق الحلم على يد المعلم حسن شحاتة .
شاهد الفيديوهات
|