نادى الزمالك .. النادى الملكى كما يحلو لعاشقيه أن يلقبونه نظرا لكونه تسمّى بإسم الملك فاروق .. هذا النادى الذى لا يمكن لأحد أن يشكك فى عراقته وتاريخه العريض .. ولا شعبيته الكبيرة ليس على مستوى مصر أو الوطن العربى فقط وإنما على مستوى الشرق الأوسط .. فمن إسكندرية لأسوان يوجد الآلاف من الزملكاوية .. ومن المحيط للخليج الملايين من العشاق والمحبين .
هذا الناد كإسم .. كتاريخ .. كجماهيرية .. هو ناد كبير وعظيم .. لكن إذا أردنا أن نلقى نظرة واقعية صريحة .. نجد أنه يمثل لوغاريتم كبيرة وعلامات إستفهام عديدة !! .
فـ نادى الزمالك على مدار أكثر من عشرون عاما دائما ما تجدة يفرط فى حقوقه إداريا فى أكثر من موقف سواء مع لاعبين قدامى رحلوا عنه .. أو مع إتحاد الكرة .. آخرها عندما أعلن مسئولوا نادينا أنهم سيقومون بعزل إعضاء الإتحاد المصرى لكرة القدم من مقاعدهم .. وعندما تدخل الأمور مرحلة " الجد " كأن شيئا لم يكن !! .. وقبل هذا الأزمة كانت هناك أزمة اللاعب جدو الشهيرة .. والتى قام ممدوح عباس فى أثناءها بعمل مؤتمر صحفى واصفا إتحاد الكرة بالجرذان .. ومؤكدا على قوة موقف الزمالك فى القضية وأن اللاعب سيكون فى النادى خلال أيام قليلة .. لكن كالعادة فجأة يكتشف مسئولينا ضعف موقفنا فى معظم المواقف إن لم يكون جميعها .. فنجدهم يتراجعون بعد أن كانوا كالأسود !!! .. ناهيك عن موضة العقود ذات الثغرات العديدة التى تمكن اللاعبين من الهرب أو الإنتقال للنادى المنافس .. وهى الموضة التى أنطلقت فى عهد الدكتور كمال درويش .. فهرب من الزمالك فى عهده شيكابالا وأمير عزمى .. بينما إنتقل إسلام الشاطر للأهلى بكل سلاسة وسهولة !! .. وهى الموضة التى تطورت فى عهد ممدوح عباس وتمثلت فى تقديم مرتبات مبالغ فيها لبعض اللاعبين تسببت فى بعض الأوقات فى إثارة فتن بين اللاعبين ذاتهم ..وهو أمر طبيعى بالفعل إذا وضعنا فى الإعتبار أن اللاعب يشعر بأنه أفضل - وهو أفضل بالفعل - من زميله الذى يتقاضى مبالغ أكبر .. ناهيك عن مشكلة الزمالك الأزلية فى الإدارة والمتمثلة فى عشق مسئولى النادى لوسائل الإعلام إلا مارحم ربى .. فنجدهم فى أغلب الأوقات ضيوف دائمين سواء داخل الإستديوهات المختلفة على الفضائيات .. أو على الهواتف !! وتتمثل الكارثة الأكبر فى كون أغلب من تولى إدارة هذا النادى الكبير على مدار سنوات لا ينظروا إلا لمصالحهم الخاصة .. ويكون نادى الزمالك ومكانته وجماهيرة فى آخر إهتماماتهم !! .. على العكس من النادى المنافس تجده مسئوليهم يبذلون كل غالى ونفيس من أجل ناديهم .. لكى يظل فى المقدمة دوما !!.
بينما نادينا .. فحدث ولا حرج .. فلا تستعجب عزيزى القارئ عندما تعلم أن سور نادى الزمالك به 48 محل أو بوتيك قام أصحابها برفع قضايا ضد النادى وأخذوا أحكام بتملّكهم هذه البوتيكات فى السنوات الأخيرة .. هذا البوتيكات التى يمكن أن تقوم بالصرف على النادى دون الحاجة لعقود دعاية ولا وكالات .. بينما مسئولى الزمالك لا يروا ولا يسمعوا ولا يتكلموا ولا يتحركوا أمام ضياع هذا المورد الهام جدا من النادى شيئا فشيئا !! .. فى وجود العديد من رجال القانون الزملكاوية سواء فى إدارة النادى أو من الزملكاوية ونجد كل يوم أخبار عن الأزمة المالية التى يمر بها النادى .. حديث دائم عن أن النادى ينتظر مقدم عقد الرعاية .. أو قيمة الإشتركات .. هذا فى الوقت الذى يرفض بعض ممن يقولون أنهم زملكاوية أن يدعموا النادى دون أن يكونوا جالسين على الكرسى !! .. بينما المنافس تجد العديد من رجال الأعمال المحبين بحق لناديهم لا يبخلوا بأى مبالغ مطلوبة !! .
ولعل من المشاكل الإدارية المستحدثة التى طفت على السطح مؤخرا تتمثل فى إعلان النادى التعاقد مع أحد اللاعبين وفجأة نجد أن اللاعب لم يوقع بعد ويدخل النادى المنافس فى الصفقة ويخطف اللاعب .. وهناك عدة أمثلة منها جدو وشريف عبد الفضيل وأحمد فتحى وغيرهم !! .. فضلا عن التصريحات التى تخرج من مسئولى النادى و أشهرها تصريح اللواء علاء مقلد الذى تمنى فيه إنسحاب الأهلى من بطولة الكأس الأخيرة بحجة أن ذلك لن يسبب أزمة للأهلى لأنه فاز بعدة بطولات .. بينما الزمالك محروم منذ سنوات !! .
فإدارات الزمالك المتعاقبة لا تهدر حقوق النادى فحسب .. وإنما تفقد النادى هيبته أيضا .. والسؤال هنا لمصلحة من تحدث كل هذه الأمور داخل النادى ؟! .. من المستفيد ؟! .. ألا يوجد من يحبّ هذا النادى بحق بين من يتولوا مسئولية إدارته ؟! .. ألا ينظروا لجماهيره التى تتواجد دوما فى المدرجات وتذوب عشقا فى ناديها حتى أصبحت حديث الساعة عندما يأتى إسم نادى الزمالك بين الجمهور العادى أو فى الإعلام بمختلف أشكاله سواء مرئى أو مسموع أو مقروء ؟!!
فلماذا لا يفكروا فى مصلحة النادى , لماذا لا يحاولوا خدمة الزمالك , وهى الخدمة التى فرضها علينا حب الأبيض منذ الصغر ؟؟!
أما على صعيد الفريق الأول لكرة القدم .. فكم من مباراة كانت فى المتناول وأهدرها اللاعبون بتراخيهم وإستهتارهم .. كم من فرصة إقتناص فوز سهل أضاعها اللاعبون ولن أذكر أمثلة لتلك المباريات فشهرتها تغنى عن ذكرها .. العجيب فى فريق الزمالك على مر الأجيال أنه تكون أمامه فرصة الفوز بأعداد وفيرة من الأهداف أحيانا .. لكن تجد الفريق يكتفى بهدف .. إثنين .. ثلاثة كحد أقصى .. حتى مع المنافس .. عندما تكون أمام الزمالك الفرصة سانحة للفوز عليه برقم قياسى من الأهداف .. تجد لاعبى الزمالك يكتفون بإستعراض مهاراتهم والقيام ببعض المراوغات غير المجدية .. فى حين أنه عندما يواجهنا المنافس وهو فى أوج قوته ونحن مهلهلين فلا يمنحنا حتى فرصة لمس الكرة ويلعبون بكل قوة فيكادوا يفتكوا بنا ويفوزوا بعدة أهداف فى أغلب الأوقات !! .. والأمر نفسه ينطبق على مواجهات المنافس مع فرق مستواها تدهور أو كان متدهور فى أحد الأوقات .. فهم يقاتلوا دوما دون الوضع فى الإعتبار اللعب الإستعراضى او موقف المنافس أهو قوى أو ضعيف أو يمر بفترة عدم إتزان .. المشكلة أن ناشئى النادى يتربّوا على هذا المبدأ .. فدائما مايفرز قطاع الناشئين لاعبين من نوعية" المعلمين " والجميع يعلم أن القليل جدا من هذه النوعية هو من يتمكن من الإستمرار وصنع التاريخ لنفسه .. ولعل هذا الأمر يطرح تساؤلا :- كيف يتعامل مدربى قطاعات الناشئين فى الأعمار المختلفة مع اللاعبين من الناحية الأدبية ؟؟ , هل يغرسوا داخلهم إسم ومصلحة الزمالك التى تعنى الفوز والبطولات دوما , أم يقومون بتعزيز وتقوية فيروس يتناقل بين اللاعبين جيل بعد الآخر إسمه " الأنا " ؟؟!! .
ولا أعلم أيضا هل هذه الصفة الملازمة للاعبى الزمالك دوما أو لنقول الغريزة التى يتربى عليها لاعبى الزمالك أو حتى من يأتى للنادى .. هل هى جينات تتوارثها الأجيال المتعاقبة على النادى .. أم هى جينات متواجدة فى نجيلة ملعب حلمى زامورا من يلعب عليه يصاب بها !! .. والعجيب أن هناك لاعبون أضاعوا مستقبلهم من قوة نمو هذه الجينات داخلهم !! .. ولم يحاولوا أن يستمعوا لنصائح الغير من ذوى الخبرات الكبيرة , بل يمضون فى طريقهم ظنا منهم أنه الطريق السليم , وفجأة يجدوا أنفسهم وقد هرولوا نحو الهاوية !! .
ومن فيروسات الفريق الأبيض - خاصة فى السنوات الأخيرة - أن اللاعبون إذا فازوا بمبارتين متتاليتين وقدموا أداء قوى يصابوا أحيانا بشئ من الغرور وكأنهم أحرزوا كأس العالم !! , ولا ينظرون للأندية الكبرى التى تمحى من قاموسها الفنى كلمة " كفاية " فهم دوما يعملون بشكل دؤوب للفوز بالبطولات وتحقيق الإنتصارات الواحد تلو الآخر !! .
أنا كزملكاوى أحلم بوجود مجلس إدارة يعيد هيبة النادى ومكانته .. تصريحات قليلة .. محسوبة .. وخطوات مدروسة فى مختلف أمور النادى سواء إستثمار .. أو صفقات .. أو غيرها من الأمور .. أحلم بفريق كرة لا يعرف كلمة تهاون ولا يضعها فى قاموسه الفنى فى الملعب .. يلعب بقوة أمام الجميع حتى يشعرنا أنه يفترس الخصوم وبالطبع إذا قاموا بذلك فستأتى البطولات ويعود الجمهور بشكل أكثر قوة للمدرجات .
والآن عزيزى القارئ .. هل عرفت ماهو الفرق بين الزمالك والنادى المنافس .. هل عرفت لماذا هم - كما يقول عنهم أغلب الزملكاوية - محظوظون ؟؟ هل علمت لماذا يستطيعون إقتناص ولو بطولة واحدة - على الأقل - كل موسم ؟! .. لإنهم بأختصار يعملون وفق شعار لا يستطيع أى منهم المساس به .. وهو .... فوق الجميع .. بينما فى نادينا نجد أن الجميع - إلا من رحم ربى - يضعون شعار " نحن فوق الزمالك " نصب أعينهم .. !!
شاهد الفيديوهات
|