1995.. يتلقى عصام الحضري من جورج وايا هدفا قاتلا في مسيرة منتخب مصر في تصفيات كأس العالم وقاتلا في مسيرة الحضري الشخصية التي ربما ينهيها الغضب الهيستريري - المرافق للهزائم المهمة - قبل أن تبدأ.
2006.. الجميع يجمع على أن عصام الحضري هو الحارس الأفضل في تاريخ مصر.
كانوا واثقون تماما في رأيهم القاتل لحارس لم تختبر إمكاناته بالشكل الكافي بعد.. هم واثقون أيضا وهم يتوجونه حارسا تاريخيا لمصر.. بين هذة الثقة وتلك لم يسأل أحدهم نفسه هل كنا مخطئون في السابق؟ هل تسرعنا الحكم على الحارس الشاب؟ ألا يجب علينا أن نفصل بين الغضب اللحظي والتقييم العام؟
لا لن يسألوا أنفسهم أبد.
يناير 2015.. لماذا يلعب عبد الله السعيد بالأهلي؟ ماذا يقدم اللاعب؟ هل هو إبن محمود طاهر؟
يناير 2017.. من هو أفضل لاعب في مصر؟ عبد الله السعيد طبعا (بثقة شديدة).
نوفمبر 2016.. متى سيرحل مؤمن زكريا عن الأهلي؟ متى سيتوقف عن إهدار الفرص؟ هل لوجوده أي جدوى؟
ديسمبر 2016.. هل شاهدت هدف مؤمن زكريا في الزمالك؟ إنه بارعٌ حقا في التحرك دون كرة.
يناير 2016.. كم الفرص التي يهدرها كهربا لا يُعقل.. متى سيرحل هذا اللاعب؟
يناير 2017.. متى سيعود كهربا للزمالك؟ الله يرحم أيامه، كان الجناح الوحيد الذي نجده داخل منطقة الجزاء.
اطمئن كهربا لن يعود.
أغسطس 2016.. هل حقا سيعود حسام البدري لقيادة الأهلي؟ كيف يفكر مجلس إدارة النادي؟ ماذا قدم حسام البدري ليعود مرة أخرى؟ الانهيار قادم لا شك (بثقة شديدة).
يناير 2017.. حسام البدري هو جوارديولا العرب (بنفس الثقة).
أكتوبر 2017.. أسامة إبراهيم لا يصلح لا بد من حسني فتحي.
ديسبمر 2018.. حسني فتحي لا يصلح لا بد من أسامة إبراهيم.
أوائل ديسمبر 2016.. عادت كرة القدم الجميلة مع محمد حلمي.
أواخر ديسمبر 2016.. لا بد أن يرحل محمد حلمي لسوء إدارته لمباراة الأهلي.. كيف لا يشرك شيكابالا؟.. الله يرحم أيام فيريرا.
هل تعلم أن فيريرا لعب 3 مرات أمام الأهلي خسر مباراتين منهم واحدة بأحد أسوأ مباريات الزمالك أمام الأهلي في تاريخه (مباراة مؤمن زكريا) وفاز في مباراة واحدة؟ هل تعلم أن فيريرا رفض عودة شيكابالا من الأساس، بل وربط بقاءه بعدم عودته؟ هل تعلم أن كل تصريحات فيريرا عن ترحيبه بشيكابالا كانت تفاديا للاصطدام بالجماهير بينما كانت كل تأكيداته لمجلس الإدارة أن يوم شيكابالا الأول سيكون يوم فيريرا الأخير؟
الغريب والعجيب في كل ما سبق هو الأحكام القاطعة الواثقة التي لا يأتيها مجرد الشك من بين يديها ولا من خلفها على تجارب لم تأخذ أي وقت للحكم الواعي عليها.. تقييم أي لاعب أو مدرب أو أي شيء عادي بل ضروري، أما الحكم على التجربة بالموت شيء آخر يتطلب ثقة يبدو أنها لا تنقصهم.
أراك تحاول قلب الترابيزة الآن باتهامي بالثقة الشديدة أيضا وأنا أرفض حلمي طولان ومحمد صلاح.. عندك حق، لكن أحب أن أوضح لك أنها ثقه مبنية على 20 سنة تدريب من عمر الرجلين لم ينجحا فيهم مرة واحدة، ليست ثقه بعد سنة أو سنتين.. من لم ينجح في 20 سنة لا يوجد ما يقنعني أنه سيصيب هذه المرة.
ما حدث للحضري وعبد الله السعيد وكهربا يحدث الآن لمحمد حلمي وأحمد الشناوي.. يحدث بنفس الثقة التي لا يأتيها الشك من بين يديها ولا من خلفها.
لم أجد حلا مريحا لسؤال يتردد كثيرا في ذهني: هل أيأس أم أواصل محاولة منع آلات التدمير الذاتي؟
وفي كل مرة أجد صوت الراحل العظيم عبد الرحمن الأبنودي يتردد في أذني وهو يقول:
"نسكتوا ولا نحاول؟؟
لأ نحاول".