شاءت الأقدار أن نحتفل في العام الحالي 2011 بذكرى مرور نصف قرن على أول زيارة قام بها فريق ريال مدريد إلى مصر ومباراته التاريخية مع نادي الزمالك التي أقيمت خلال شهر مارس عام 1961
والقصة تعود إلى أن أمين صندوق النادي وقتها اللواء حسين لبيب عرض الفكرة على المسئولين وطلب من حسن عباس زكي وزير الخزانة وقتها أن يساهم في دعم المباراة والتي تتكلف ما يزيد على 30 ألف دولار
وبالفعل وافق الوزير شريطة أن يتحمل الزمالك 17 ألف دولار منها إضافة إلى 5 آلاف جنيه ومصاريف إقامة الفريق وتذاكر سفره
وحضر ريال مدريد إلى القاهرة للمرة الأولى ولقى استقبالا رائعاً في مطار القاهرة ، وكانت المرة الأولى في التاريخ التي تمتليء فيها مدرجات استاد القاهرة حيث شاهد المباراة أكثر من 100 ألف متفرج استمتعوا جميعا بالاداء الرائع لدي ستيفانو ، بوشكاش ، خنتو وسانتا ماريا وانتهت المباراة بفوز ريال مدريد بأربعة أهداف مقابل هدف
المدهش أن الزمالك حتى الدقائق الستة الأخيرة كان بإمكانه الخروج متعادلا بعد أن سجل محمد موسى هدفا وكان الريال متقدما وقتها بهدفين نظيفين ، إلا أن الريال باغت الزمالك وسجل في الدقائق الأخيرة هدفين ليرفع رصيده إلى أربعة أهداف
ويتذكر التاريخ حدثا طريفا عندما احتسب حكم اللقاء ضربة جزاء لمصلحة ريال مدريد تقدم لها بوشكاش أشهر نجوم العالم وقتها وسدد الكرة بثقة لترتد من اسفل القائم ، وبعد اللقاء تجمع رجال الاعلام والصحافة حول بوشكاش واستفسروا منه عن السر وراء إهدار ضربة الجزاء فكانت إجابته مدهشة للجميع ، حيث ذكر بأن القائم المرمى باستاد القاهرة يميل قليلا مما تسبب في عدم دخول الكرة المرمى
أما دي ستيفانو فعند نزوله إلى مطار القاهرة وجد الجميع يتساءل عن بوشكاش فأبدى أسفه قائلا : " إننا عندما نغادر القاهرة وبعد تأدية المباراة سأجبر الجميع على الاستفسار عني وسأترك لهم ذكرى تاريخية على أرض استاد القاهرة " وبالفعل صال وجال دي ستيفانو وخطف الاضواء من بوشكاش وكسب شعبية جارفة لدى الجماهير المصرية