مع بداية الألفية الجديدة بدأت المفاجآت يعلو صوتها على المستوى الرياضي خاصة عندما قامت الجماهير في صباح إحدى الأيام على صاعقة إنتقال نجمي الأهلي طوال عشرين عاما إلى نادي الزمالك، فقالوا هذا خبر مجانين وإن ذلك مستحيل تماما، وكلن عندما إستفاقوا من غيبوبتهم تأكدوا من إنتقال حسام حسن وإبراهيم حسن إلى القلعة البيضاء تاركين عشرين عاما من اللعب والحب للنادي الأهلي بكل سهولة ويسر ..
ولم يكن أحد مقتنعا بهذا الأنتقال المستحيل، فكيف بعد عشرين عاما من اللعب بالفانلة البيضاء يذهبون لإرتادء الفانلة البيضاء بكل بساطة، فتأكد الجميع إن في الأمور أمور كبيرة جدا لا يعرفها الكثير بينما يعرفها البعض من له علاقة قوية بكرة القدم ..
وأتضح لكل الجماهير بجميع فئاتها أسباب رحيل التوأم الأفضل في تاريخ الكرة العربية والأفريقية عن الفانلة الحمراء، وجاء ذلك بعدما علم الجميع أنهما لقيا هناك معاملة أسوء من فرسان الحكومة التي وشكت على الموت فلابد من قتلها، علموا إن التوأم واجها في الأهلي أسوء معاملة بعدما رفضا إن يعتزلا كرة القدم بالأجبار، وبعدما فشلت الإدارة الحمراء في تنفيذ سياسة الأعتزال الجبري توجت إلى سياسة التطفيش وهذا ما نجحوا فيه بالفعل ..
فخرج التوأم في دهشة وإستغراب، فكيف بعد كل هذا العطاء يتم معاملتهما بهذا الشكل الذي لا يتناسب مع لاعبي الناشئين في النادي، فكيف بعد أكثر من 25 بطولة حققوها للأهلي وكان الفضل لهما يتم طردهم بهذا الشكل قائلين أنكما أصبحتا "عواجيز" لا تصلحوا إن تكونوا لاعبي كرة قدم في يوم من الأيام مرة أخرى ..
فخرج العميدان فشاهدا ترحيب كبير من القلعة المنافسة، قلعة نادي الزمالك الكبيرة صاحبة التاريخ الأكبر و الجماهير الأقوى والأكثر، فقرر العميدان الذهاب لقلعة نادي الزمالك بكل فخر و الأنضمام للكتيبة البيضاء لأثبات العكس لكل من حاول قتل الموهبة الكروية بداخلهم من إعلام أهلاوي متعصب و جماهير ليس لها صلة بعلم كرة القدم هاجمتهم في كل مكان لمجرد إنهم أختاروا الزمالك ..
فكان ما توقع القليل جدا من الجماهير المصرية بالكامل، تألق العميدان مع الزمالك وقضوا في النادي الملكي أفضل أربع سنوات في تاريخ التوأم من الفرحة والأنجازات و البطولات والمنصات والأفراح والألقاب الشخصية، فمع الزمالك نجح العميدان في تحقق ثلاث بطولات للدوري من أصل أربع بطولات ونجح في تحقق بطولة لكأس مصر و البطولة العربية والسوبر المصري السعودي ..
كما أضاف التوأم لسجلهما بطولات إفريقية أخرى بعدما نجحا في الحصول مع الزمالك على بطولة إفريقيا لأبطال الدوري، و توجوا هذا التتويج ببطولة السوبر الأفريقي، ليحققوا مع الزمالك 11 بطولة متنوعة في خلال أربع أعوام فقط لم يكن قد يحلم بهم أي متفرج أو مشجع أو عاشق لنادي الزمالك، ولم يكن يحلف عليهم أي مشجع للنادي الأهلي ..
وسطر حسام حسن خاصة تاريخا ومجدا لم يحلم به طوال عمره، حينما فاز بلقب عميد لاعبي العالم وجاء رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم بنفسه للقاهرة لتكريمه وإهدائه اللقب الغالي، وبعد ذلك أرتبط التوأم بجماهير نادي الزمالك كما أرتبطت الجماهير بهما برابطة حب وفرحة وسعادة كبيرة، كان من نتاج هذه الرابطة تربع الزمالك على عرش الكرة المصرية والعربية والأفريقية طوال 4 سنوات دون منافسة من أحد ..
ومع نهاية موسم 2004 وهو آخر مواسم العميدان مع الزمالك وآخر موسم حقق فيه الزمالك بطولة الدوري حتى الآن، بدء التوأم العد التنازلي الواضح بعدما بدء إبراهيم حسن إن يبتعد عن الملاعب رويدا رويدا نظرا لكبر سنهما ولوصولهما لسن الثامنة والثلاثين، ولكن حسام حسن كافح حتى آخر لحظة ولكن عندما جاء البرتغالي فينجادا مديرا فنيا للزمالك بدء العميد في الجلوس على دكة البدلاء نظرا لقلة عطاءه في الملعب ..
ووضح ذلك جدا خاصة في البطولة العربية عام 2004 عندما إستبعده البرتغالي فينجادا من المشاركة في المباريات تماما،و\ وبعدها أكد محمود الخواجه مدرب الفريق وقتها إن من الأفضل إن يعتزل التوأم لانهما لم يقدما أكثر مما فعلا ولإن لكل زمان رجاله والذين يستطيعون إن يحملا الشارة وقيادة الفريق الأبيض مع كل الأحترام والتقدير لتاريخهما والذي أتحدى إن ينجح أي لاعب إن يسجل تاريخ مثل تاريخ التوأم ..
ورفض التوأم نصيحة الخواجه ورحلا عن الزمالك وإتجها نحو النادي المصري البور السعيدي ومنه إلى الترسانة ومنه إلى الإتحاد السكندري إلى إن أقتنعا بشكل كبير بنصيحة الخواجه، وفضلا ترك مجال الكرة والتوجه لمجال التدريب إن إن فوجئ الجميع بأن العميد قررا تدريب فريق المصري البور سعيدي، ونجح التوأم في قهر الأهلي بكل الأشكال ففازا مع المصري في أولى المباريات كمدرب على الأهلي بهدفين وحقق نتائج طيبة مع نادي المدينة الباسلة ..
ويعود الزمالك لفتح أبوابه للتوأم من جديد في عالم التدريب والخبرة الكروية العالية، وليعودا التوأم ليسطرا ملحلمة تاريخية جديدة مع نادي الزمالك ولكن هذه المرة كمدربين، وهذا ما بدءا التوأم ينجحان فيه، حيث قادا الزمالك في 9 مباريات حيث خسرا الأولي وتعادلا الثانية أمام الأهلي وفازا في سبع مباريات على التوالي ..
وإنتشلا الفريق من المركز الثالث عشر بالدوري المصري للمركز الخامس وقلص الفارق بين الأول الأهلي والزمالك من 14 نقطة إلى سبع نقاط فقط وعاد بالزمالك للمنافسة على درع الدوري بقوة كبيرة، وبدء الفريق في تحقيق فوز تلو الآخر بعدما وضعوا ثقتهم وحبهم للعميد وأخيه، وبدء الزمالك يحقق المفاجأة والتي ينتظرها الجماهير بالتتويج ببطولة الدوري هذا الموسم ..
حيث إن الفارق كان في البداية 14 نقطة ونجح التوأم في تقليصه لعشر نقاط فقط وللزمالك مباراة مؤجلة، ففي حالة تحقيق الزمالك الفوز فيها بإذن الله وهذا ما أصبحت تطمأن له الجماخير البيضاء فسوف يكون الفارق سبع نقاط فقط، خارجا من ذلك مباراة القمة والتي نحن جميعا على ثقة بالفوز بها بإذن الله خاصة بعدما تسيدنا قمة الدور الأول واضعنا فوز سهل للغاية كان ليساعدنا في مشوارنا، ولكن الأمل أصبح قويا خاصة بعدما بدء الأهلي في السقوط والأرتباك بعد عودة الزمالك من جديد كفارس للكرة المصرية لا يرحم أحدا ويحقق الفوز في كل مباراة ..
وبذلك يكون التوأم قد حققا التاريخ مرتين مع الزمالك، مرة كلاعبين وتحقيق 11 بطولة في 4 سنوات فقط، ومرة أخرى كمدربين وتحقيق بطولات تنتظرها جماهير الزمالك من العميدان واللذان أصبحا من العمدان الأساسية داخل جدران القلعة البيضاء، النادي الملكي، نادي الزمالك للألعاب الرياضية ..