تعامل الأمن مع محاولة الجماهير دخول مباراة الزمالك وإنبي في الجولة الـ20 لبطولة الدوري، يعكس مدى عجز الداخلية عن تعلم الدرس منذ موقعة بورسعيد الشهيرة في 2012.
الأمن تعامل مع ألتراس الزمالك الذي حاول دخول المباراة بمبدأ: "ياتخش المدرج .. ياتدخل قبرك"، واختار الحل الأمني في إنهاء التدافع على البوابات من الجماهير، بحجة أنهم لا يحملون تذاكر.
الأمن كان أمامه بدل الحل اثنين وثلاثة وأربعة، أقربها السماح للجماهير بالدخول حتى لو لم يكن معهم تذاكر، ماذا كنت ستخسر إذا تركتهم يدخلون المدرجات وأقمت إطارًا أمنيًا حولهم، وإخراجهم في حالة إثارتهم للشغب، لكن قمة الخطأ ألا تجهز أماكن آدمية ومحترمة لدخول الجماهير، وتحاول منعهم بالقوة، لمجرد عدم حملهم للتذاكر.
مباراة مصر والسنغال وكنت وقتها متواجدًا لتغطية أحداثها، شاهدت الجمهور يدخل المدرجات بتسلق مقصورة الصحفيين، لم يطلق الأمن أي قنابل أو أي شئ آخر، دخل الجمهور .. ساند المنتخب .. انتهت المباراة .. غادرت الجماهير بسلام ودون خسائر !!!!.
مخطئ من يظن أن الأمن نجح في تأدية دوره، ومؤسف من يعتقد أن الجاني سيكشف عنه، ومن لايصدق، فليخبرنا عن المتورطين الحقيقيين في حرق اتحاد الكرة وموقعة بورسعيد وحرق نادي الشرطة !!!!.
ومؤلم أن تعيش جماهير الكرة ومتابعيها أو حتى العاملين بيها، مأساة أشبه بما حدث في بورسعيد بعد 3 سنوات فقط، وكأن شيئًا في مصر لم يتغير على الإطلاق.
على الجانب الآخر، فكرة إلغاء الدوري أو عدم إقامته من الأساس ليست حلًا، بل هو نوع من "ترييح الدماغ" يتبعه المسئولون في الدولة، لأن الكرة لم تقتل ولم تقترف أي ذنب، فضلًا وليس أمرًا، ابحثوا عن السبب الحقيقي وعالجوه، انظروا لأوجه القصور في وزارة الداخلية، حاولوا الوصول لطريقة تعلم جماهيرنا معنى التحضر، بداية الإصلاح الحقيقي أن نعترف بخطأنا ونغيّر أنفسنا.