الأمن، الجهات الأمنية، وزارة الداخلية، كلمات ربما سمعناها بشكل لم يسبق له مثيل منذ موقعة بورسعيد الشهيرة فى فبراير 2012، والتى راح ضحيتها 74 قتيلًا.
منذ تلك الموقعة ولاتُقام مباراة فى مصر سواء للأهلى أو الزمالك أو حتى الفرق الأخرى أو منتخب مصر، إلا ولابد أن نعيش قبلها أيامًا وليالى انتظارًا للموافقة الأمنية، والتى قد تأتى قبل اللقاء بساعات قليلة، وتتسبب أحيانًا فى نقل المباراة من ملعب لآخر بشكل يربك حسابات الفرق، لكن الجميع يرضخ للوضع الأمنى تحت شعار" مشّى حالك"!!.
ماذكرناه يأتى على مستوى الملاعب أو مبدأ إقامة المباريات من الأساس، أما عن موقف الجمهور فحدث ولاحرج، الأمن يوافق على إقامة حفلات المطربين الكبار مثل عمرو دياب ومحمد منير، بل وإنريكى إجلاسيوس نجم الغناء العالمى، وكل تلك الحفلات يحضرها مالايقل عن 50 ألفًا من الجماهير، فى الوقت الذى ترفض فيه الجهات الأمنية حضور الجمهور فى مباريات الكرة حتى ولو بعدد محدود لايتجاوز الـ4000 آلاف مشجع.
ربما كانت المرة الأولى فى تاريخ كرة القدم أن يُقام نهائى بطولة بدون حضور جمهور، مثل نهائى كأس مصر بين الزمالك وسموحة، كما أن الفرق المصرية التى شاركت فى بطولات أفريقيا مثل الأهلى والزمالك حُرمت من جماهيرها على أرضها، فى الوقت الذى كانت تقابل فيه منافسين بحضور مالايقل عن 20 ألف متفرج.
لاشك أن هناك فئة مشاغبة من الجماهير وهى ملفوظة من الجميع بكل تأكيد، لكن أليس من حلٍ أمنيٍ لتلك الأزمة، هل عجزت وزارة الداخلية بكل خبراتها أمام حل تلك الأزمة، هل اختفت الحلول الأمنية على مستوى العالم لإعادة الجمهور للمدرجات.
عفوًا ياسادة .. الجمهور هو روح كرة القدم وأى رياضة أخرى، الجماهير عصب الرياضة فى مصر والعالم، حضور المشجعين لايضفى إثارة على المباراة لمن يتواجد فى الملعب فقط، بل ومن يشاهدها أمام التلفاز، صيحات الجمهور تلهب حماس كل من يشاهد اللقاء سواء داخل الاستاد أو خارجه.
وكما نطالب الأمن بإعادة الجمهور للمدرجات، فلابد للجماهير أن تكون أكثر وعيًا وفهمًا لطبيعة تشجيع كرة القدم، ليس بالضرورة أن أسب المنافس أو لاعبيه أو اعتدى على جماهيره لأكون أنا الأقوى، لكن أنا الأقوى بالتشجيع والمساندة والدعم، بالوقوف خلف الفريق وإعطائه الشحنات المعنوية المطلوبة، بالإصرار على التواجد باستمرار فى المدرجات لمؤازرة الكيان، هذا هو دليل القوة الحقيقى.