تمكن الزمالك من الفوز بكأس مصر، فى أول بطولة منذ 5 سنوات، وأول بطولة فى تاريخ حلمى طولان كمدير فنى، وأول بطولة للعديد من لاعبى الفريق.
موقع "الزمالك اليوم" كان حريصًا طوال الفترة الماضية على عدم التحدث فى أى أمور فنية بعد أى مباراة فى الكأس، بدءًا من مباراة طنطا فى دور الـ16 مرورًا بلقاء الإنتاج الحربى فى ربع النهائى ثم طلائع الجيش فى نصف النهائى وأخيرًا وادى دجلة فى النهائى، ولتجنب إحباط الجماهير الذى كان على أشده بعد الخروج من بطولة أفريقيا وبعد خسارة منتخب مصر أمام غانا 6/1 بكوماسى فى ذهاب نهائيات تصفيات كأس العالم.
فضلنا عدم نقد أى شئ داخل النادى مؤخرًا، حفاظًا على فرصته فى الفوز بالكأس، لرفع معنويات اللاعبين واستعادة التوازن قبل بدء الموسم الجديد، ولكن أبدًا لم يكن كأس مصر هو طموحنا أو هدفنا، ومعذرة لم تكن البطولة بالنارية لنشعر بفرحة الفوز كما تنبغى أن تكون.
ماقدمه الزمالك من آداء قوى بغض النظر عن التدخلات الطولانية الغير موفقة فى أغلب المناسبات، كان طبيعيًا فى ظل فوارق غير عادية أمام الفرق الأخرى التى لم تخض مباريات منذ إلغاء الدورى فى يونيو الماضى، ورغم ذلك كان طلائع الجيش سيطيح بالفريق من البطولة وأحرجه بشدة خلال لقائهما بنصف النهائى، وكان الزمالك يواجه فريق الجيش مُمثلًا فى "أيمن حفنى".
ولا يثير تعجبى أكثر من نظرية ثبات التشكيل التى يتبناها طولان، وربما تجبرنا على رؤية عناصر خارج الفورمة فى التشكيل الأساسى قبل كل مباراة، مثل أحمد عيد عبد الملك، ومؤمن زكريا، وأحمد توفيق الذى يحتاج نوعًا من "ظبط الزوايا" أو ترتيب للعب، فهو مازال لايعلم متى يسدد ومتى يمرر ومتى يراوغ ويفتقد الإحساس بالكرة والتمريرة.
طولان يثبت التشكيل حتى لو هناك احتياطيين أفضل من الأساسيين، دون حتى محاولة المغامرة بإشراك لاعب آخر سواء فى نفس المركز أو فى مركز آخر مع منح حلول تكتيكية مختلفة، وتسبب بنظرية ثبات التشكيل فى صورتها العقيمة بأن يحرم لاعبين مثل محمد إبراهيم وعمر جابر من الواجد مع منتخب مصر قبل مواجهة غانا فى لقاء العودة، لتمسكه بإشراك لاعبين غير موفقين ولايصنعون الفارق فى آداء الزمالك طوال مباريات الكأس رغم مواجهة خصوم أقل قدرة عن مجاراتك فى الملعب لغيابها عن فورمة المباريات، ورغم مستواهم السئ إلا أن طولان لا يغيرهم إلا مع الشوط الثانى، إحكامًا بنظرية منقرضة كرويًا بتأجيل التغييرات للشوط الثانى.
لم يثر استفزازى أكثر من الاستديوهات التحليلية فى قناة النيل للرياضة بعد مباريات الزمالك فى الكأس، والتى كانت الإشادة فيها تشبه تلك التى يستحقها فريق فاز ببطولة العالم، أو لم يخسر من فريق ليوباردز البدائى أو أورلاندو برباعية فى جنوب أفريقيا، أو من الغريم التقليدى الأهلى برباعية أيضًا.
ماهو المنتظر ياسادة من الزمالك أمام طنطا فريق الدرجة الثانية، أو فريق الإنتاج الحربى بقيادة إسماعيل يوسف الذى يضع 11 لاعبًا داخل الـ18 ويلعب على المرتدات، أو فريق أيمن حفنى "طلائع الجيش سابقًا" الذى كاد يطيح بالزمالك، أو فريق وادى دجلة فى نهائى بطولة !!!!!!!.
البطولة خادعة والإشادات مبالغ فيها وغير مقنعة، وطالما أن الزمالك مازال عاجزًا عن الثبات والتألق أمام الفرق الثقيلة كرويًا فأزمته مستمرة، والكأس دخل دولاب بطولات الزمالك بمهارات لاعبيه على الأقل فى 95% من المباريات، وليس بسبب ابتكارات طولان الخارقة فى التشكيل والتغيير أو حتى طريقة اللعب، باستثناء التبديل الذى أجراه فى مباراة الإنتاج الحربى بالدفع بأحمد على ومحمد إبراهيم بدلًا من مؤمن زكريا وأحمد عيد.
كان حازم إمام ومحمد عبد الشافى هم نجوم الزمالك فى البطولة، خاصة الأخير بعد تجديد عقده، شيكابالا أيضًا تألق بعنف ولكن متى يظهر بنفس المستوى أمام الفرق الكبيرة فى مباريات صعبة تحت ضغط جماهير تنتظر منه الكثير؟، وإلى متى سيبقى شيكابالا نقطة ضعف بمجرد أن يستفزه أحد مدافعى الخصوم ليخرجه عن تركيزه تمامًا كما حدث فى مباراة طلائع الجيش ؟!!!!.
الهدف الثانى للزمالك فى وادى دجلة هو الأروع فى البطولة، بدءًا من تمريرة شيكابالا لأحمد عيد الذى لعب عرضية "حلوانى" لأحمد جعفر الذى قدم ارتقاءً رائعًا وهو "بيتمطع" لتلمس الكرة رأسه وتتجه للزاوية العكسية فى الشباك، ولو كانت كرة شيكابالا أمام الإنتاج التى ارتطمت بالعارضة وارتدت لأحمد على سكنت الشباك لكانت أحد الأهداف العالمية.
يبقى الزمالك مختلف فى كل شئ .. حزنه وفرحه .. خسارته وفوزه .. كل شئ .. ولايسعنى سوى أن أبارك لجميع الزملكاوية، آملًا أن تكون البطولة بداية حقيقة للعودة للبطولات وليس مجرد بطولة بـ"الصدفة"، وأتمنى أن يدرك المدير الفنى حلمى طولان الاخطاء التى وقع فيها خلال الكأس لتجنبها خلال الدورى.
- كمال درويش: أعترف أنك أفضل المتاحين لرئاسة الزمالك بعد أيام مريرة عاشها النادى تحت قيادة ممدوح عباس، ولكن عليك أن تكون أكثر زهدًا فى اللقاءات التليفزيونية والتصريحات الهاتفية، أنت رئيس نادى الزمالك، وبالتالى لايجب أن تكون متاحًا كل الوقت، والأسلوب المؤسسى والهيكلة الإدارية لايخلوان من تخصيص متحدثًا رسميًا يوضح كافة الأمور لوسائل الإعلام.
- أيمن يونس: هو باختصار رئيس الزمالك المنتظر، مواقع المسئولية فى الأندية الكبيرة بحاجة لمثل تلك الشخصيات صاحبة الفكر المحترف الذى يستطيع احتواء مشاكل ناديه وفى الوقت ذاته تهديد المنافسين عند اللزوم بمفاوضة لاعبيهم المنتهية عقودهم مثل مايفعلون.
شاهد الفيديوهات
|