تولى حلمى طولان المدير الفنى للزمالك، قيادة الفريق بعيدًا عن أى عادة لصيقة بمن يترشح لتدريب الأبيض من ضجة إعلامية وترقب جماهيرى، ربما بفعل.
وربما لسوء حظ طولان، أنه سيبدأ مسيرته مع الزمالك بمواجهة الأهلى فى دورى المجموعات الأفريقى، ورغم ثقتى فى قدرته على التعامل مع مثل تلك المباريات، إلا أن أى نتيجة سلبية فيها لاقدر الله ربما تكون بداية للتقليل من قدرات طولان التدريبية أو التشكيك فيها.
وإذا استعرضنا أسلوب طولان من خلال تدريبه لعدة فرق على مدار مشواره كمدرب، نجد أنه أقرب للبرتغالى جوزيه مورينيو مدرب تشيلسى، من حيث الصرامة الدفاعية والالتزام التام بالتمركز داخل الملعب، على الصعيد الدفاعى فى المقام الأول، ثم الانتشار الجيد والهجوم المنظم، الذى لايشترط فيه وجود عدد كبير من اللاعبين، وإنما يعتمد على أقل عدد من اللاعبين والتمريرات مع أكبر قدر من التحركات بدون كرة بشكل يُربك دفاعات الخصوم.
يبقى التقارب بين فنيات طولان وسابقه البرتغالى جورفان فييرا، فى قرب اللاعبين من بعضهم داخل الملعب، والتمرير فى مساحات قصيرة، والضغط من الثلث الدفاعى للمنافس، عاملًا مساعدًا لطولان فى نقل فكره وأسلوبه للاعبين، واستيعابهم له بشكل أكثر سهولة.
ولكن يبقى السؤال: هل يلجأ طولان إلى أسلوبه الذى يعتمد على الدفاع الجيد فى المقام الأول؟، ويطبق نفس أسلوبه مع الفرق السابقة مع الزمالك، خاصة وأن مباراة الأهلى ستقام فى وقت صيام، وبالتالى سيحاول اللاعبون توزيع مجهودهم، أم يطور طولان فكره فى الجانب الهجومى ليجعل للفريق أنياب هجومية أكثر شراسة؟، خاصة وأن الزمالك فريق يبحث عن البطولة وبالتالى لابد وأن يغلب على آدائه الطابع الهجومى.
طولان سيواجه أزمة فى الوسط المدافع بعد رحيل إبراهيم صلاح والكاميرونى الكسيس موندومو، كما أنه سيواجه أزمة أخرى فى الجانب الأيسر والهجوم؛ لوجود لاعب واحد فى كل مركز، وهما محمد عبد الشافى وأحمد جعفر، وأى خروج اضطرارى لأحد الثنائى لاقدر الله ربما يجبر المدير الفنى على إشراك لاعب فى غير مركزه كتوظيف استثنائى .. كما هى كل أمور بلادنا حاليًا !!.
ورغم تلك الأزمات التى تهدد الفريق، إلا أن هناك جانبًا آخر مضئ، وهو وفرة اللاعبين فى وسط الملعب المهاجم، سواء أحمد حسن أو محمد إبراهيم أو شيكابالا أو أحمد عيد أو حازم إمام، وجمعهم حلول هجومية رائعة وأوراق متميزة فى يد طولان يمكنه التحكيم فيها كمايشاء لتحقيق هدفه فى القمة.
طولان ينتظره اختبار مضاعف .. أولًا فى تقديم أوراق اعتماده لجماهير الزمالك كمدرب قادر على إعادة الفريق لمنصات التتويج، ثانيًا فى القدرة على مواجهة الأهلى الغريم التقليدى والفوز عليه بعد سنوات طويلة من النتائج السلبية أمام الفريق الأحمر سواء بالتعادل أو الهزيمة، .. إذا نجح "المو" المصرى فى الأولى سيحقق الثانية بالتبعية.