يظل ممدوح عباس، رئيس نادى الزمالك، حالة خاصة جداً فى الكرة المصرية، فهو الرجل الذى تدرّج فى «عشق» ناديه من مشجع يجوب الملاعب، حتى الوصول إلى منصب الرئيس، شخصية تحمل فى طيّاتها الكثير من الأسرار، غامض مع من لا يعرفه، كتاب مفتوح لمن تعامل معه، قاد النادى الكبير فى أصعب فتراته، ووصل الآن إلى محطة الاختيار بين الاستئذان فى الانصراف أو استكمال المشوار، فتح قلبه لـ«الوطن»، وهاجم فى كل الاتجاهات، تحدث عن الانتخابات البيضاء، وتوقف كثيراً عند «العامرى» وقراراته، رفع شعاره المعروف «أنا ما بخافش من حد»، وقال لـ«الوطن» ما لم يقله من قبل.
بداية، ما موقفك الأخير من انتخابات الزمالك؟
- حتى الآن لم أتخذ قرارى النهائى، وما حدث أننى قلت سأعاود التفكير فى قرار عدم ترشُّحى، ولا أناور فى ذلك والتغيير فى موقفى نابع من قضية إنسانية شديدة التأثير، بعدما زارنى عدد من المحبين لنادى الزمالك، وطالبونى بالتفكير مجدداً فى أمر انسحابى من الترشُّح، حفاظاً على الاستقرار الذى يعيش فيه النادى فى الفترة الأخيرة.
■ لكنك بعيد عن الأعضاء، وهو ما سيؤثر على موقفك.
- لست بعيداً عن الأعضاء داخل نادى الزمالك، وأنا موجود باستمرار معهم، ولكنى لا أنزل حديقة النادى احتراماً منى لعضوية الفرد وحريته فى الحديث داخل النادى، إضافة إلى أننى استجبت فى إحدى المرات قبل الانتخابات لنصيحة أحد الأعضاء، وقمت بالمرور على الجالسين بحديقة النادى، لكى أُسلّم على الأعضاء، شعرت بعدها أنى متسول، وألوم نفسى و«أضرب نفسى بالجزمة» من وقتها ولن أكرّر هذا الأمر مرة أخرى.
الوزير غير جلده ويعمل لحساب جهات أخرى ويصفى معى حسابات شخصية.. واقوله له "عشم إبليس فى الجنة" ■ أشعر من حديثك أن لديك نية الترشح.
- إطلاقاً، فأنا صحياً ليس عندى طاقة لتحمّل مشكلات النادى والتعامل معها، لأنى بصراحة «شايل» المشكلات لوحدى بدرجة لا يستطيع معها أحد أن يدّعى أنه شريك فى المسئولية من أول راتب الساعى فى مكتبى وحتى عقد شيكابالا أو أحمد حسن، دون أن أتناسى دور مدحت بهجت ومريم عصمت، وكنت بدونهما أشعر أننى أعمل بمفردى فى المجلس، وللأمانة بعد تعيينهما قاما بحمل العديد من الملفات المهمة ويعملان عليها، خاصة «مريم» التى تحمل ملف الإنشاءات بالنادى بجانب لجنة المرأة وتسير بهما جيدا وعملت على تطوير أداء أعضاء المجلس وهذه ليست «ديكتاتورية» منى، فأنا كثيراً ما أُرحّب بأن يقوم كل عضو بدوره، لكن ربما الظروف الوظيفية لكل منهم تحول دون إتمام كل واحد لدوره.
■ ربما يعود نشاط الثنائى «مدحت» و«مريم» إلى تعيينهما من فترة قريبة، ورغبة كل منهما فى إثبات ذاته لخوض الانتخابات المقبلة.
- لن أتحدث عن مدحت بهجت، فدوره الجميع يلمسه، ولكن مريم سيدة يمكنك الاعتماد عليها فى قضايا كثيرة تتعلق بالمرأة والإنشاءات بحكم عملها، وهى سيدة أثبتت أنها مفيدة للنادى بدرجة كبيرة، وشرف لى أن أضمهما لقائمتى الانتخابية فى المرحلة المقبلة فى حال قررت خوض الانتخابات بشكل فعلى؛ فدورهما واضح وملموس ووجودهما إضافة قوية لنادى الزمالك.
■ ما أكثر ما أحزنك خلال الدورة الحالية؟
- أكثر ما يحز فى نفسى أن تجلس فى اجتماع لمجلس إدارة النادى، ثم تفاجأ بالحديث كله فى الإعلام أو لدى الأصدقاء أو لدى أعضاء النادى، وأتألم بشدة لكثرة الحديث من جانب أعضاء المجلس فى وسائل الإعلام المختلفة، بما دفعنى إلى إلغاء منصب المتحدّث الرسمى.
والغريب أن معظم الأعضاء لا يحضرون للنادى ولا يقومون بأى أدوار ملموسة، ومع ذلك دائما يخرجون فى كل وسائل الإعلام لعمل تصريحات، وهو أمر يغضبنى بشدة، ودائما ما تحدثت معهم لتقليل التصريحات، لكن للأسف الشديد الكل يخرج ويتحدث.
■ وأكثر ما يقلقك على الزمالك فى الفترات المقبلة، بصرف النظر عمن سيقود النادى؟
- الفجوة المالية بين الإيرادات والمصروفات بسبب توقُّف النشاط، وتأثُّر كل مجالات الرياضة بالظروف المحيطة، فهل يُعقل أن يكون الزمالك بلا عقد رعاية، لأننا مقبلون على فسخ التعاقد الحالى لعدم الالتزام من الطرف الآخر، إضافة إلى عدم وجود عائد للبث الفضائى نتيجة عدم توقيع العقود مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون نتيجة التصلُّب بالرأى، فقيمة الرعاية فى السابق كانت 26 مليوناً، ومثلها للبث، وحالياً لم يدخل للزمالك فى الموسم الحالى من الجانبين سوى 650 ألف جنيه، مع الوضع فى الاعتبار أن لدينا أعباءً مالية أخرى، مثل الضرائب و1٫2 مليون جنيه رواتب شهرية، إضافة إلى الألعاب الأخرى التى يأتى الاقتراب منها بمثابة الوقوع بين «ثعابين موسى».
وفكرت بالفعل فى تخفيض عدد الألعاب الرياضية الأخرى فى النادى؛ لأنها تصرف سنويا 30 مليون جنيه ولا تعود بفائدة مالية بقيمة «مليم واحد» وتحمّل النادى أعباءً مالية ضخمة، لكن الاقتراب منها أو العمل على إبعاد بعضها يمثلان أزمة لأى شخص.
■ بمعنى؟
- إنها تمثل بؤراً انتخابية مؤثرة، المهم أن كل مصروفات النادى التى ذكرتها لكما تأتى فى الوقت الذى لا يزيد فيه دخل الزمالك على 30 مليون جنيه من البوتيكات.
■ لكن المجلس مقصّر ولم يقم بدوره فى تدبير الأموال.
- بنسبة كبيرة كلامك صحيح، لكن أزمة المجلس أنه يوجد على فترات، لظروف القضايا والحل الإدارى، وهو ما أثر على التجانس والتعامل الخارجى مع النادى، وأعطى انطباعاً لمن يتعامل مع الزمالك، على أنه مكان لا يعرف الاستقرار.
■ هل يدفعك عدم رضاك عن المجلس للتفكير فى عدم خوض الانتخابات؟
- الزمالك جزء من تركيبتى النفسية أكثر من كونى رئيساً له، ولذا لا أفكر فى الانفصال عنه، فأنا ابن الدرجة الثالثة وكنت أستقبل نجوم الزمالك فى عزبة والدى بالسنبلاوين منذ صغرى، وأحياناً ما تزداد توتراتى وأنا خارج المسئولية.
وعلينا ألا نستبق الأحداث، فأنا لم أتخذ القرار لأنى بصراحة أبحث عن شخصية بديلة مناسبة تنال ثقتى والجمعية العمومية لكى أزكيها، لكن للأسف الموجودون حتى الآن لا يصلحون بالممارسة والتجربة الفعلية.
■ مَن أعضاء قائمتك إذا ما انتويت خوض الانتخابات؟
- عمرو الجناينى ومحمد صبرى أبوعلم وحازم إمام وهانى العتال ومدحت بهجت ومريم عصمت، ولو ضمنت وجودهم لقررت بلا تفكير خوض الانتخابات، لأنها ستكون قائمة بلا بهلوانات.
■ ألا تفكر فى ضم هانى شكرى إلى قائمتك؟
- بحكم حق المواطنة، إذا ما فكرت فى خوض الانتخابات، فسأضم «شكرى» أو عبدالله جورج بشرط أن يجلسا سوياً ويستقرا على أحدهما.
الزمالك جزء من تركيبتى النفسية لا افكر فى الانفصال عنه .. "شايل" كل المشكلات لوحدى ■ لماذا توتّرت علاقتك بالعامرى فاروق وزير الرياضة؟
- لأنى أخوض معه معركة كبرياء وكرامة نادى الزمالك، فلا يمكن أن يتعرّض الزمالك لما تعرّض له فى الفترة من 96 وحتى الآن، فالزمالك مر عليه 6 مجالس، بعكس الأهلى الذى يمثله مجلس واحد، وهو ما انعكس على الأهلى الذى غيّر 3 مديرين للكرة بعكس الزمالك الذى تغيّر عليه 50 مدير كرة، ولكنى لن أترك الزمالك يتعرّض لغزوة مراهقين، لأن كل واحد فاكر النادى ده عزبة «أمه» ويقدر يعمل فيه اللى هو عايزه.
■ لكن أبناء الزمالك يتحمّلون جزءاً كبيراً من مسئولية ما وصل إليه النادى.
- السبب فى كل هذا هو الانتخابات، والأهلى وكل الأندية بها انتخابات، ولكن وقوف «العامرى» ضدى نابع من موقفى معه أمام رئيس الجمهورية، وهو يصفّى معى حسابات شخصية، وأقول له: «عشم إبليس فى الجنة»، فأنا لن أترك أقزاماً يتعملقون على حساب الزمالك.
■ ألا تعتبر ذلك تحاملاً عليه؟
- أتعجب من مسئول سايب شغله ويتفرّغ للزمالك لدرجة أنه جاء بوكيل وزارة لتفريغ عضويات الزمالك وتنقيتها، وقام بتسريب تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات لوسائل الإعلام لإحراج المجلس.
وأقول لـ«العامرى» واسطتك فى هشام قنديل وسجادة الصلاة لا تكفى لقيادة الرياضة المصرية، كما أنه صاحب تناقض غريب، فهو كان الوقود الأساسى لثورة ألتراس أهلاوى، وألتراس أهلاوى لا يحبّه، وكذلك ألتراس زملكاوى لأنه غيّر جلده ويعمل لحساب جهات أخرى.
■ لا أعتقد أن موقفك منه أمام رئيس الجمهورية يدفعه للانتقام بهذا الشكل.
- أزمتى أنى أدافع عن الزمالك بصدرى، وهذا لا يعجب آخرين، البعض تصوّر أن أبناء الزمالك هم أول من يشتمونه، وأتحدى أن يثبت أحد أنى عملت حاجة خطأ فى نادى الزمالك، والعضويات تم فرزها أكثر من مرة، فى المرة الأولى فرزوا 17 ألفاً ولم يجدوا بها شيئاً، فقاموا بفرز الـ45 ألف عضوية.
بعمرو شوقى ليتولى منصب مدير مديرية الرياضة بالجيزة من الإسكندرية وطالبه بالتفرغ لنادى الزمالك وإرسال لجان يومية للنادى للتفتيش دون غيره من الأندية فى نطاق المديرية أو غيرها من الأندية الأخرى.
■ يتردد أن طريقة استقبالك له بالنادى هى السبب؟
- فوجئت أثناء زيارته للزمالك أنه يتمنى أن يكون النادى مثل الأهلى، وكأنه يعايرنا، فاحمر وجهى وفكرت فى الانسحاب من اللقاء، لولا ضغط أعضاء المجلس علىّ، وهو شعر بذلك وحاول تهدئتى بالإعلان عن تحمُّل الوزارة قيمة تكاليف ملاعب الناشئين، لكنه لا يعطينى من جيبه والزمالك أكبر من أن يمنّ عليه.
وأعتقد أنه منح الإسماعيلى 16 مليون جنيه والاتحاد السكندرى ثمانية ملايين والأهلى هو الآخر حصل على مبالغ كبيرة.
■ كيف ترى القضية المنظورة يوم 28 من الشهر الحالى؟
- أولاً القضية أُجّلت بفعل فاعل، وهناك أحد الأشخاص داخل المجلس كان يرفض القضية، لكنى أقول له لو كسبنا الدعوى فلن تستقيل وستكمل مدة المجلس.
وعموماً الأمر بالنسبة لى إعادة الحق إلى أصحابه، وهناك سوابق رياضية فى الهيئات ونقابة المحامين وفى نادى الزمالك، وما أتعجب له أن نفس الشخص الذى يعارض إقامة الدعوى هو نفسه الذى أقام دعوى جلال إبراهيم ضدنا فى نفس الظروف.
ابحث عن شخصية مناسبة أزكيها للرئاسة والتجربة أثبتت عدم صلاحية الموجودين حاليا ■ مجلسكم لم يفِ بوعوده.
- خرجنا سنة ونصف وظروف البلد لم تساعدنا، ولكن الأزمة فى الهجائية البدائية لمن أداروا النادى فى المراحل الانتقالية.
■ هل بالفعل عقد مرتضى منصور جلسة مع الوزير لإصدار قرار عدم التمديد؟
- أنا لا أعلم حقيقة الخبر، لكن من المؤسف أن يخرج الأستاذ مرتضى منصور فى اليوم السابق لقرار عدم التمديد للمجلس ويؤكد فى أكثر من وسيلة إعلامية أنه عقد جلسة مع مستشار الوزير رضا عبدالمعطى وحصل على وعد بعدم التمديد لمجلس الزمالك، فهذا يثير الشكوك فى كيفية إصدار القرارات داخل الوزارة.
■ كيف ترى عقد رعاية النادى مع عمرو عفيفى؟
- أراه باطلا وغير مجدٍ، وأنا من البداية كنت أرفض منح رعاية الزمالك لشركة عمرو عفيفى؛ لأننى فى المجال التجارى والمالى، وأعلم جيدا وضع الشركات الأخرى، لكنى فوجئت بضغط من جانب لجنة تنمية الموارد علىّ لمنح الرعاية إياه ووافقت على مضض، لكنه حاليا لا يفى بالتزاماته والعقود الموقعة وأعتقد أنه خلال ساعات سيتم إلغاء العقد بشكل رسمى.
■ هل أخطأ الزمالك بالدخول فى مشاكل مع «الأهرام»؟
- حاولنا حل المشاكل مع «الأهرام» قبل التوقيع مع عمرو عفيفى، لكن الوكالة الكبيرة عرضت مبالغ مالية ضعيفة للغاية لا تليق باسم الزمالك من أجل توقيع الرعاية، ولم نتمكن من التوصل لاتفاق مالى معها.
شاهد الفيديوهات
|