تألق فى الأيام الأخيرة وأثبت أنه مهاجم من طراز فريد، قاد فريقه للتأهُّل لدورى المجموعات للبطولة الأفريقية أمام سان جورج بتسجيله الأهداف الثلاثة فى مباراتى الذهاب والعودة، مع إبداعه مع الفريق الأبيض واحتلاله صدارة هدافى البطولة الأفريقية حتى الآن برصيد سبعة أهداف، يعانى من المشكلات، كان على مقربة من الرحيل عن الزمالك خلال انتقالات الشتاء الأخيرة بعدما رفض العودة للتدريبات بسبب مستحقاته المالية، وكان قرار على وشك الصدور من مجلس الإدارة بالاستغناء عن خدماته، قبل تمسك البرتغالى «فييرا» به للنقص العددى الكبير فى هجوم الفريق.
العقرب البوركينى، كشف لـ«الوطن» عن تفاصيل متاعبه ومشكلاته.. فجر العديد من المفاجآت، وتحدث عن وضعه داخل الفريق، أبدى استعداده للرحيل، وتخوُّفه من عدم الفوز بالبطولات لأسباب كشف عنها وعن غيرها داخل حوار صريح مع العقرب البوركينى عبدالله سيسيه، أهم نجوم الزمالك فى الفترة الأخيرة.
* أهنئك على مجهودك المميز فى الفترة الأخيرة؟
- أشكرك كثيراً.
* كيف تشعر بعد التألق والمساهمة فى استمرار الزمالك بدورى الأبطال؟
- أنا فى قمة السعادة لأدائى مع الفريق فى المرحلة الأخيرة، خصوصاً فى لقاء سان جورج، المباراة كانت صعبة للغاية، ولم يكن لدينا أمل فى التأهل سوى بالتسجيل فى مرمى الفريق الإثيوبى، وأؤكد لك أنه لم يكن لدينا أى خوف من مسألة نقص الأكسجين فى أديس أبابا، لأن الجهاز الفنى أعدّنا منذ بداية الموسم بدنياً بالشكل المناسب، وهو ما ظهر واضحاً فى المباراة، حيث كان الزمالك هو الأفضل بدنياً وفنياً، واللياقة ساعدتنا كثيراً على عبور الموقعة التى اعتبرها الأصعب فى مشوار الزمالك الأفريقى حتى الآن، والفريق استحق التأهل لهذا الدور.
* لمن يعود الفضل فى المستوى الذى ظهرت به مؤخراً وأهدافك فى سان جورج؟
- الفضل يعود لله سبحانه وتعالى فى هذا التوفيق، وأنا لاعب محترف فى النهاية، ومعنى الاحتراف الحقيقى أن تبذل كل مجهودك داخل الملعب وتجتهد لتكون عند حسن الظن بك، فأنا لم أكن أساسياً فى فترات طويلة، ولكننى اجتهدت فى التدريبات ومنحنى المدير الفنى الفرصة لأقدم ما لدىّ، وأعتقد أننى تمسّكت بتلك الفرصة، وقدّمت أفضل ما لدىّ لكى أثبت أننى أستحق الوجود أساسياً فى تشكيل الزمالك، وسوف أقاتل للحفاظ على ذلك.
* هل لذلك جازفت بحياتك لتسجيل هدفك الأول فى إثيوبيا وتحمُّل الاصطدام القوى مع مدافع سان جورج؟
- كما قلت لك أنا داخل الملعب أبذل كل ما فى وسعى ولا أبخل بأى شىء ولم يهمنى الاصطدام بمدافع سان جورج بقدر رغبتى فى التسجيل وهز الشباك، وأفصح لك عن شىء أقوله لأول مرة، لم أدرك أننى سجلت فى مرمى سان جورج إلا عن طريق زملائى بعد دقائق من إحراز الهدف، حيث فقدت الوعى لقرابة دقيقة كاملة بسبب الاصطدام العنيف، ولا أتذكر سوى أننى لمست الكرة برأسى، ولكننى لم أشاهد الكرة فى المرمى إلا عقب المباراة بعد مشاهدة الأهداف، وفوجئت بزملائى يفرحون، وحينها علمت فقط أننى سجلت فى الشباك.
* كيف ترى اختيارك من قبل «فيفا» كأفضل لاعب فى الأسبوع على مستوى العالم؟
- فخور بهذا الاختيار، وأعتقد أنها المرة الأولى طوال مشوارى الاحترافى أن يهتم بى موقع «فيفا»، فهو أفضل لقب أحصل عليه طوال مشوارى حتى الآن، وأعتقد أنه سيمنحنى طاقة لبذل المزيد من الجهد فى المباريات المقبلة، ودافع قوى لأكمل مشوار تألقى بالفانلة البيضاء.
* بعيداً عن لقاء سان جورج.. هل انتهت مشكلتك المالية؟
- للأسف لم يحدث أى جديد، فمنذ أن تراجعت عن قرارى بالانقطاع عن التدريبات منحونى وعوداً بحل مشكلاتى المالية، ولكن على أرض الواقع لم أحصل سوى على جزء بسيط من مستحقاتى، وحتى الآن لى أموال مستحقة منذ خمسة أشهر بقيمة 150 ألف دولار لم أحصل عليها، ومع بداية الشهر المقبل تستحق لى نفس القيمة المالية، ولم أحصل على شىء.
* بماذا تفسر هذا؟
- بأمانة شديدة أدرك أن إدارة الزمالك لا تدرك قيمتى كلاعب، ومن هنا تعاملنى بهذا الأسلوب المهين.
- أشعر بأنك نادم على اللعب بالزمالك؟
لا، لم أقصد ذلك، فأنا فخور بارتداء القميص الأبيض، فهو نادٍ كبير وصاحب شعبية عملاقة فى مصر وأفريقيا وسعيد للغاية بوجودى فى صفوفه على الجانب الفنى والمهنى كلاعب، ولكن للأسف الشديد على المستوى الإدارى الأمور صعبة للغاية وغير جيّدة على الإطلاق، وأشعر أحياناً بأننى ألعب فى نادى هواة، وليس محترفاً داخل نادٍ.
* ومن أين جاء لك هذا الشعور؟
- الفريق المحترف يقدّر لاعبيه ويحترم العقود المبرمة معهم، ويصرف مستحقاتهم فى مواعيدها دون تأخير، وكرة القدم عن نفسى هى حياتى وعملى فى النهاية، وأنا أعيش خارج بلادى حالياً من أجل «لقمة العيش» فمن غير المعقول ألا أحصل عليها.
* وهل مررت بنفس الظروف وأنت فى المصرى؟
- فى المصرى كان هناك احترام كامل للعقود والأمور المادية، ولم يتأخر راتبى يوماً، وهو ما كان يدفعنى للتألق مع الفريق والتسجيل بشكل دائم، وأتذكر مرة تأخر فيها الراتب، حدثت جلسة مع الإدارة تم توضيح الأمور لى وتفهّمت الموقف، ولكن فى الزمالك لا تحصل على مستحقاتك فى مواعيدها، وعندما تسأل عليها لا تجد من يجيبك، وقبل أيام جلست مع الدكتور عبدالله جورج وسألته عن مستحقاتى، فلم أحصل على إجابة، بل زاد غموض الموقف بشكل غير معقول.
* كيف تفصل بين مشكلاتك المالية مع النادى، وتألقك اللافت داخل الملعب؟
- احترفت لسنوات فى قطر ثم فى مصر مع المصرى والآن فى الزمالك، وأعرف جيداً كيف أفصل بين مشكلاتى وأدائى فى الملعب، حتى أحافظ على اسمى وتاريخى، وأدرك أننى إذا وضعت المشكلات المالية فى رأسى لن أقدم أى شىء، وسيبدأ البعض فى الحديث عن أننى كنت مميزاً فى المصرى والآن فى الزمالك سيئ المستوى، وأنا لن أسمح بأن يتحدّث أحد عنى بهذا الأسلوب.
* تردد أن المصرى يفاوضك للعودة إلى صفوفه مرة أخرى؟
- حتى أكون واضحاً معك، عقدى مع الزمالك ممتد لموسمين آخرين بخلاف الموسم الحالى، وليس من حقى الرحيل دون علم المجلس، ولم يتفاوض معى أحد من بورسعيد بشأن عودتى مرة أخرى لتركيزى حالياً مع الزمالك، ولكن من الممكن أن أطلب فى نهاية الموسم الرحيل رسمياً عن النادى إذا استمرت حالة التجاهل الحالية لحقوقى المالية، لأننى أصرف على عائلتى التى تعيش معى فى القاهرة، ولم أحصل على مستحقات منذ فترة طويلة، فكيف لى أن أصرف على زوجتى وابنى «مصطفى» وأنا لا أتقاضى أموالاً من النادى وكرة القدم هى كل شىء بالنسبة لى، وغير قادر أن ألتزم بشئونى العائلية.
* هل الزمالك قادر على الفوز ببطولات هذا الموسم؟
- إذا استمر الوضع الحالى، وتأخّرت المستحقات أكثر من ذلك، أعتقد أن الزمالك لن يفوز بأى بطولة هذا الموسم، لأن اللاعبين بشر، ويفكرون فى مشكلاتهم العائلية والمالية وهذا بالطبع سيؤثر على مسيرة الفريق فى المرحلة المقبلة بشكل كبير، وهناك خطورة على الفريق إذا لم يسرع المجلس وينهى تلك الأزمة.
* وعلى المستوى الفنى؟
- الزمالك يسير هذا الموسم بشكل مختلف على الإطلاق، ومنذ سنوات لم يظهر بهذه البداية المميّزة، والفريق كان موفّقاً فى كل شىء، والأمور تسير على أفضل ما يكون، والفريق قادر فنياً على حصد لقبى الدورى والبطولة الأفريقية بشرط أن تفى الإدارة بوعودها وتُنهى أزمة المستحقات التى أؤكد أنها ستتفاقم بشدة خلال أيام إذا لم يتم حلها سريعاً، ولن أنسى أن نفس الأزمة المالية كانت سبباً فى تذيُّل الفريق لمجموعته فى البطولة الأفريقية العام الماضى لتفكير اللاعبين وانشغالهم بأمور خارج الملعب.
* هل تفضل مواجهة الأهلى فى المجموعة الأفريقية؟
- الأهلى فريق كبير، وفى المقابل، الزمالك أيضاً كبير، ولا يخشى أحداً، والفريق الذى يرغب فى حصد اللقب عليه اللعب لهذا الهدف دون النظر إلى أى شىء آخر، ويكون لديه القدرة على مواجهة أى فريق آخر، أعتقد أن الأهلى ليس فى مستواه فى الفترة الأخيرة، وأفضّل أن يوجد معنا فى المجموعة، وأتمنى هذا، وفى كل الأحوال سنلعب كل مباراة بهدف الفوز ولا شىء غير ذلك لحصد اللقب القارى.
* ما حقيقة ما يقال عن وجود مشكلات بينك وبين «فييرا»؟
- علاقتى بالمدير الفنى رائعة، وكل ما يشاع ليس له أساس من الصحة، فلم أعترض يوماً على وجودى احتياطياً أو خروجى نهائياً من القائمة، فأنا لاعب محترف وأقدِّر دور المدير الفنى وأحقيته فى اختيار العناصر التى يراها مناسبة لكل مباراة، وأعتقد أن أى لاعب لديه ثقة فى نفسه لا يحزن إذا كان احتياطياً أو شارك لخمس دقائق فقط، وأنا لدىّ ثقة كبيرة فى إمكانياتى، وحتى إذا شاركت تلك المدة البسيطة قادر على تقديم شىء مميز للفريق.
* هل مذبحة استاد بورسعيد مازالت فى ذاكرتك؟
- أحاول نسيانها بأى شكل من الأشكال، وبالرغم من مرور أكثر من سنة عليها، إلا أننى لا أزال أتذكر ما حدث ومدى ألمى، ولأول مرة أبوح بسر وهو أننى عانيت نفسياً وبشدة جراء هذه المجزرة، وفكّرت جدياً فى اعتزال كرة القدم نهائياً بسبب «فظاعة» المشاهد التى رأيتها فى استاد بورسعيد، لأن كرة القدم ليس فيها القتل والذبح.
* هل فكّرت فى الرحيل بعدها نهائياً عن مصر؟
- بالفعل، كنت على وشك الاعتزال، لكنى تراجعت، وكنت قريباً من اللعب خارج مصر، ولكن عرض الزمالك وقتها كان أكثر جدية بالنسبة لى وفضّلت خوض التجربة معه مرة أخرى، خصوصاً أننى كنت بدأت أتأقلم مع كرة القدم المصرية بشكل جيد، ودعنى أقل لك إننى تأثرت نفسياً جراء مجزرة بورسعيد وتوقُّف النشاط، فبعيداً عن مشاهد الدماء والقتلى، الموسم الماضى كنت أسير بشكل جيد مع المصرى وسجلت حينها ثمانية أهداف، وكان هدفى هو الفوز بلقب هداف الدورى المصرى، ولكن توقُّف النشاط أنهى كل آمالى وحطّم مجهودى طوال الموسم بالكامل.
* من الأقرب إليك فى الزمالك؟
- زميلى أحمد الشناوى هو الأقرب بالنسبة لى فى الفريق، لأننا لعبنا من قبل فى صفوف المصرى والعلاقة بيننا ممتدة، وأؤكد أن لاعبى الزمالك رائعون، ونجحت فى الاندماج معهم سريعاً، فهم محترفون تماماً، والعلاقة بيننا على أفضل ما يكون.
* تألقت تحت قيادة حسام حسن بالمصرى وفييرا فى الزمالك، فمن الأفضل منهما؟
- لكل منهما طابعه المميز وأسلوب خاص يختلف عن الآخر، وأنا من نوعية اللاعبين الذين يتأقلمون سريعاً مع أى أسلوب، ومع أى مدرب، وكلاهما له التقدير والاحترام.
* متى ستعود للمنتخب البوركينى؟
- لا أشغل بالى بهذا الأمر على الإطلاق حالياً، وكل تركيزى مع الزمالك وإذا طلبنى المنتخب سأتوجه على الفور، ولا مشكلات بينى وبين المدير الفنى الحالى، وأرى أن تألقى مع الأبيض سيجبر جهاز المنتخب على إعادتى مرة أخرى.
شاهد الفيديوهات
|