يوماً بعد يوم يُثبت أنه لاعب متميز وصاحب قدرة تهديفية غير عادية، يتعرّض لهجوم متواصل من جانب الجماهير، إلا أنه لا يُشغل باله كثيراً، يؤدى على الوجه الأكمل ويسجّل لفريقه، نجح مؤخراً فى إقناع الأمريكى بوب برادلى المدير الفنى لمنتخب مصر، ليضمه إلى قائمة الفراعنة لمباراة زيمبابوى فى تصفيات كأس العالم، حصل على فرصة المشاركة لدقائق نال بها إشادة المدرب الأمريكى، اكتشفه حلمى طولان وضمّه من سرس الليان إلى الاتصال لينافس على لقب هداف الدورى برصيد 11 هدفاً فى أول مواسمه بالدورى، انضم إلى الزمالك عام 2009، سجل خلالها 39 هدفاً، ونجح فى المشاركة أساسياً فى ظل وجود العملاقين أحمد حسام ميدو وعمرو زكى، وكان الخيار الأول لجميع الأجهزة التى تولت المسئولية.
كل ما طلبته من الزمالك التقدير المناسب.. الأهلى لم يفاوضنى.. وسعدت كثيراً بتصريحات «البدرى» بشأنى لكنى لم أهتم بها نجم هجوم البيت الأبيض بات فى الفترة الأخيرة بمثابة أزمة كبيرة بعد الأخبار التى يتم تداولها عن مفاوضات الأهلى معه، بجانب طلباته المالية الضخمة التى يطلب الحصول عليها للتجديد، وأزمة إلقائه «تى شيرت» الفريق خلال لقاء فيتا كلوب بالإسكندرية وهجوم الجماهير عليه.. «الوطن» التقت أحمد جعفر مهاجم الزمالك الأول، وفتح قلبه، وتحدّث بصراحة فى كل ما أثير حوله فى الفترة الماضية وكان الحوار..
* ما الجديد فى شأن تجديد عقدك مع الزمالك؟
- أعتقد أن الأمور تم تضخيمها بشكل غير مبرّر، والمسألة من وجهة نظرى لا تحتاج إلى كل الزخم المحيط بالموضوع، فأنا لاعب فى الزمالك وأرغب فى تمديد عقدى مع النادى، وكل ما طلبته هو تقديرى مالياً بالشكل اللائق، خصوصاً أننى عانيت كثيراً لسنوات طويلة ماضية طوال السنوات الماضية من التجاهل، وكنت أقل اللاعبين فى الأمور المادية، ولم أفتعل مشكلة يوماً، وبالتالى أحتاج إلى ترضيتى، خصوصاً أننى الآن فى عامى الـ29 والعمر بيجرى، ومن الممكن أن تكون آخر مرة أجدد فيها تعاقدى مع النادى، وأرغب فى تأمين مستقبلى بشكل مناسب.
* والمناسب من وجهك نظرك هو حصولك على ثلاثة ملايين ونصف المليون التى طلبت تقاضيها سنوياً للتجديد؟
- من حقى أن أطلب المقابل الذى يرضينى ويليق بى، وأشعر معه بتقدير النادى، وما هى الأزمة فى طلب هذا الرقم، خصوصاً أن النادى كان يعطى لاعبين عشرات الملايين سنوياً، فى حين أننى أشارك أساسياً وأسجل الأهداف، ومع ذلك لا أحصل إلا على «ملاليم» ولم أعترض يوماً، وبصراحة شديدة طلبت هذا المبلغ وأنا أدرك جيداً أن الزمالك سيسعى لتخفيضه حتى يصل مثلاً إلى مليونين ونصف المليون أو مليونين على أقل تقدير، ولكن إذا بدأت طلباتى بمليونين فسيصل فى النهاية العرض إلى مليون جنيه، ولتوضيح الصورة، الفلوس لا تشغل بالى كثيراً، ولكن التقدير من جانب النادى هو هدفى.
* وما السر وراء فشل المفاوضات كل هذا الوقت؟
- لأكون واضحاً، لى 25% مستحقات متأخرة من الموسم الماضى ولم أحصل فى الموسم الحالى سوى على 10% فقط، وبالتالى لا يزال هناك 90% متأخرات لى، وكل ما طلبته هو أن أحصل على مستحقاتى المتأخرة مقابل التجديد مع الاكتفاء بنسبة 50% من مقدّم التعاقد الجديد، ولكننى كنت أفاجأ بأن الزمالك يعرض منحى شيكات مؤجّلة الصرف بالمستحقات القديمة، وكذلك مقدّم التعاقد، وهو ما جعلنى أرفض، وللعلم عرضت التنازل عن نسبة الـ25% من الموسم الماضى مقابل منحى مستحقّات الموسم الحالى «كاش» والحصول على شيكات مؤجّلة الدفع بالنسبة الخاصة بمقدّم العقد الجديد، حيث إن أى لاعب يطلب تقاضى نسبة 75% عند التوقيع، ولكننى اكتفيت فقط بـ50% تقديراً لظروف النادى، وأعتقد أننى تنازلت عن الكثير وهذه أمور لا يعرفها أحد، والكل يهاجمنى دون أن يعرف الحقيقة.. ومع هذا أعتقد أن الأمور باتت قريبة من الانتهاء.
* متى؟
- عقب العودة من الكونغو ستكون هناك جلسة حاسمة مع مسئولى الزمالك قد يتم خلالها توقيع العقود لثلاث سنوات جديدة بعدما أصبح العرض المالى المقدّم من النادى قريباً من طموحى وطلباتى.
* ما حقيقة مفاوضات الأهلى معك؟
- أنا الآن لاعب ينتهى عقده مع ناديه ويحق له التوقيع لأى نادٍ آخر دون مقابل، ومن الطبيعى أن تُثار أقاويل حول وجود مفاوضات معى من أندية أخرى، ولكن على المستوى الرسمى لم يكن هناك اتصال مع مسئولين بالأهلى، وهناك اتصالات من أندية أخرى كذلك، وللعلم أكدت للأندية والوكلاء أننى أعطيت الأولوية للزمالك للتوصل إلى اتفاق والتجديد، وإذا فشلت المفاوضات سيكون من حقى التفاوض مع الأندية التى عرضت ضمى.
* وجمهور الزمالك، أليس له تقدير عندك؟
- حتى يعلم جمهور الزمالك، رفضت بداية الموسم عروضاً من تركيا وتايلاند، رغم المقابل المادى المغرى، وتمسكت بالاستمرار فى صفوف النادى لحبى الشديد له ولهم.
* حسام البدرى مدرب الأهلى أشاد بك كثيراً.
- بالطبع أنا سعيد بتلك الإشادة، والبعض فسّر كلماته بشكل خاطئ، وفى طريق أن الأهلى يتفاوض معى، ولكن الصحيح أن «البدرى» أوضح أننى لاعب مميز ويتمنى ضمى، ولكنى لن أكون مفيداً له فى الوقت الحالى، خصوصاً أنه يرغب فى مهاجم يدعم الفريق فى البطولة الأفريقية، ومشاركتى مع الزمالك تمنعنى من الانضمام إلى الأهلى فى البطولة، ولا أخفى عليك أننى كنت سعيداً بهذه الإشادة، ولكننى لم أهتم بها على الإطلاق، لأننى أركز جيداً مع الزمالك.
* يقال إن تجديد عقدك أثّر على مستواك كثيراً؟
- لم يحدث، فأنا من البداية كلّفت وكيلى تامر النحاس بالتفاوض حتى أبتعد عن هذه الأمور تماماً، وأركز فى الملعب وبالفعل بالرغم من الهجوم علىّ، إلا أننى أسجل فى معظم المباريات واختيارى مؤخراً للمنتخب يثبت أن مستواى ارتفع بشدة، ولن أسمح لمثل هذه الأمور أن تشغلنى عن دورى الأهم، وهو تسجيل الأهداف وهز شباك المنافسين.
* ماذا عن مشكلتك الأخيرة مع جمهور الزمالك؟
- الأزمة انتهت تماماً باعتذارى، وشرحت الموقف وما تعرّضت له من ضغوط نفسية وقيام الجماهير بالتجريح فى، بل وسبى بأمى التى تعتبر كل شىء بالنسبة لى فى الحياة، ولا أرضى إهانتها على الإطلاق، ولو وصل الأمر يوماً لأن أنهى مشوارى مع الكرة حتى لا تهان والدتى سأفعل ذلك، فأنا أسير بمبدأ أن ملايين الدنيا كلها لا تساوى قدم أمى، وهو ما دفعنى إلى التعبير بمثل هذه الطريقة الغريبة عقب تسجيلى للهدف أمام فيتا كلوب.
* بمناسبة فيتا كلوب، كيف ترى مباراة العودة؟
- سنفوز فى الكونغو ونتأهل لدور الستة عشر، وأقولها بكل ثقة لأننا فريق كبير ويضم العديد من النجوم والمعدن الأصيل يظهر وقت الشدة، والدليل هو الموسم الماضى أمام أفريكا سبورت، فى نفس البطولة حققنا ذات النتيجة فى القاهرة وفُزنا بهدف نظيف ونجحنا فى خطف بطاقة التأهل فى أبيدجان بهدف عمرو زكى، مع فارق أن أفريكا سبورت أقوى بكثير من فيتا كلوب، وبالتالى الأمور سهلة وليست مستحيلة كما يصوّرها البعض، ولكن علينا أن نبدأ المباراة جيداً وأن يمر ربع الساعة الأولى من اللقاء بلا خطورة على مرمى عبدالواحد السيد، مع إمكانية خطف هدف مبكر يجعل اللقاء أسهل، وهو ما سنفعله ونعود ببطاقة التأهل.
* كيف تقيّم انضمامك إلى صفوف المنتخب للمرة الأولى فى مشوارك؟
- لا أخفى عليك، هناك شعور مختلف تماماً، الأمر غريب وجميل فى الوقت ذاته، اللعب الدولى يمنحك خبرات كبيرة وبالرغم من أننى لم أشارك سوى فى دقائق قليلة خلال لقاء زيمبابوى فإننى استطعت لفت نظر بوب برادلى الذى أشاد بى كثيراً عقب المباراة، ومشاركتى فى اللقاء دون النظر إلى المدة تأكدت من خلالها أن «برادلى» يضعنى ضمن اهتماماته وعلىّ أن أجتهد أكثر فى الفترة المقبلة لأستمر فى اختيارات المدير الفنى، بل وأحصل على الفرصة للمشاركة بشكل أساسى، وأكثر شىء أسعدنى هو أننى عانيت من تجاهل كل المدربين فى الفترات الأخيرة خلال المعسكرات للمباريات الودية، لأنضم فى أهم مرحلة قبل مباراة رسمية فى التصفيات، وهو أمر جميل للغاية.
* ماذا قال لك «برادلى» خلال المعسكر؟
لم يجتمع بى على وجه التحديد بشكل منفرد، بل أشاد باللاعبين المنضمين حديثاً، ومنهم أنا ونور السيد.
* وما انطباعاتك عنه بعد التعامل الأول؟
- بصراحة، هو مدرب متميّز وشخصية رائعة فى التعامل مع اللاعب وقادر على قيادة مصر للتأهل إلى المونديال وتحقيق الحلم الذى لم يحدث منذ عام 1990 فى إيطاليا، وأعتقد أن المنتخب قريب من تحقيق هذا الإنجاز مرة أخرى، خصوصاً أننا نحتل حالياً صدارة المجموعة برصيد 9 نقاط ولا نحتاج سوى نقطة واحدة من المباريات الثلاث المتبقية أو الفوز فى لقاء وضمان التأهل بغض النظر عن باقى اللقاءات، كما أننا فريق محترم لا يخشى مواجهة أى منتخب آخر فى المرحلة النهائية للتصفيات ولكى أكون صادقاً، لدىّ شعور بأننا سنصل إلى المونديال هذه المرة.
شاهد الفيديوهات
|