نجح الزمالك فى خطف فوز صعب على حساب فيتا الكونغولى بهدف نظيف, فى لقائهم أمس ببرج العرب فى ذهاب دور الـ32 ببطولة أفريقيا .
الزمالك فى الشوط الأول ظهر أقل مماهو متوقع, نظراً لتباعد خطوطه وإستعجال الفوز من جانب لاعبيه, وسرعات لاعبى فيتا خاصة الجناح الأيسر رقم 11 فهو لاعب مميز وخطير, وهو ما حذرنا منه منذ بداية الموسم, فدفاع الزمالك خاصة ثنائى القلب عندما يواجه لاعبين لديهم سرعات يصبح فى ورطة من أمره, فضلاً عن أن التركيز الشديد والزائد عن الحد فى المباراة أثر سلباً على الآداء, وكانت الجبهة اليمنى ثغرة واضحة شكل منها بطل الكونغو خطورة كبيرة فى أولى الدقائق .
الزمالك بدء المباراة بطريقة 4/3/3 بالتشكيل التالى: عبد الواحد السيد, رحيل وفتح الله وسليمان وسمير, شافى وصلاح ونور, هيما والصقر وجعفر, مع تركيز على وجود الصقر أغلق الأوقات تحت جعفر, وإعطاء الحرية لمحمد إبراهيم فى التحرك على طرفى الملعب, ولكن كانت مساندة عبد الشافى ضعيفة على الطرف, فضلاً عن أن نور السيد وربما للمرة الأولى منذ قدوم فييرا .. لم يُسدد سوى كرة واحدة خطيرة طوال المباراة, وهو أمر يعكس مدى ضئالة مساندته الهجومية, وكانت المفاجأة فى إشراك أحمد حسن من البداية على حساب عيد .. ربما لأن فييرا فضل تركيز الهجوم من قلب الملعب, وللأمانة فقد بذل حسن مجهوداً كبيراً .. وإن كان يؤخذ على فييرا تأخر سحبه فى الشوط الثانى لحساب عيد لتنشيط الهجوم مع وجود حازم إمام الذى شارك الشوط الثانى .
وتمثلت أخطر فرص الزمالك فى الشوط الاول فى التالى:
فى أولى الدقائق بينية من هيما للصقر فى موقف إنطلاق واحد على واحد يتعرض للعرقلة, ولكن الحكم يتغاضى عن منح مدافع فيتا كارت أحمر صريح وواضح ومن أبجديات التحكيم, المستوى التحكيمى فى المباراة عموماً كان سئ للغاية .
- الدقيقة 8 محمد إبراهيم أحد نجوم المباراة يمرر الكرة بين أقدام مدافع فيتا ويُهيئ لنفسه ثم يسدد فوق المرمى .
المُلاحظ أن المهارة الفردية لمحمد إبراهيم ستمثل ربما 60% من خطورة الزمالك فى الشوط الأول, وهو أمر لم نعتاده مع زمالك فييرا, ولكن يحسب لهيما جرأته وتألقه فى اللقاء .
- الدقيقة 15 ضربة حرة مباشرة من الجهة اليمنى يُنفذها الصقر ترتد من دفاع فيتا لصلاح سليمان يقوم بعمل دوران مع تسديدة بجوار القائم الأيمن .
- فى الدقيقة 17 ضربة حرة مباشرة من مكان مميز يُنفذها أحمد سمير بشكل جيد تمر بجوار القائم الأيمن .
- الدقيقة 21 كرة ترتد من الدفاع ويُقدم الزمالك نموذج فى ضرب مصيدة التسلل من خلال عبد الشافى الذى يُمرر لصقر يتوغل ويصبر كثيراً ثم عرضية لسمير على خط الـ6 ياردات رأسية يُخرجها الحارس .
- الدقيقة 41 كرة أمامية ترتد من الدفاع لأحمد حسن يُمرر للمنطلق على يمينه عبد الشافى يُهيئ على قدمه اليسرى ويصوب بليسينج ولكنها تمر على يمين الحارس مبوتو .
إلى هنا إنتهى الشوط الأول, وربما مُلاحظ قلة الفرص التى وصل بها الزمالك لمرمى فيتا الكونغولى, ولكن فى النصف الثانى من اللقاء إستعاد اللاعبين هدوئهم وثقتهم وتناسوا كافة الضغوط, وحرروا أنفسهم داخل الملعب ليظهر الفريق بشكل مُغاير تماماً .
الغريب أن فريق فيتا إعتمد على نصب مصيدة التسلل بوقوف مدافعيه على خط واحد, وهو ما كان يسهل التعامل معه من جانب فييرا من خلال الدفع بحازم إمام لينطلق بسرعته من الخلف للأمام مع إستغلال كرات طولية يُتقنها تماماً نور السيد .
الزمالك بدء الشوط الثانى بهجوم قوى منذ البداية, ويمكن إعتباره الـ45 دقيقة الثانية بمثابة طوفان أبيض فى الملعب, ولكن للأسف لم تنجح المحاولات سوى فى كرة واحدة سكنت المرمى, وتمثلت أخطر الفرص فى التالى:
- الدقيقة الأولى كرة مرتدة عبد الشافى لهيما يُمرر لرحيل أحد نجوم الزمالك على اليسار, عرضية لجعفر القاطع للداخل ولكن الكرة تمر من أمامه .
- الدقيقة 4 الصقر يُرسل كرة أمامية ترتد من الدفاع لمحمد إبراهيم يراوغ بشكل رائع ويسدد تصطدم بقدم أحد المدافعين وتذهب ساقطة فوق المرمى لتخرج ركنية .
مراوغات هيما فى تلك المباراة تحديداً .. ذكرتنى بحازم إمام الكبير أحد أفضل من كان يراوغ على القدم الثابتة للمنافسين, أتمنى أن يسير هيما على درب الثعلب الصغير ويُحقق المزيد لنفسه ولناديه بإذن الله .
- الدقيقة 13 بعد 10 تمريرات للاعبى الزمالك عرضية من محمد إبراهيم على الجهة اليمنى تمر من الصقر ولكنه يلحق بها داخل الصندوق ويُرسل عرضية بالمقاس لجعفر يطلق رأسية يتصدى لها مبوتو .
- الدقيقة 17 هيما يلتقط تمريرة خاطئة لمدافع فيتا وينطلق على يسار الصندوق فى هجمة إثنين على واحد يُمرر لجعفر على الجهة الأخرى داخل الـ18 يراوغ ويضعها بباطن القدم ضعيفة يتصدى لها الحارس .. جعفر ربما أهدر فرصتين لا يهدرهم لو تم إعادتهم 10 مرات !!! .
- الدقيقة 22 يُقدم الزمالك نموذج فى الهجمة المرتدة, رحيل يقطع كرة ويُمرر لإبراهيم ويواصل الإنطلاق على اليسار يُمرر له هيما, وهنا يتبادل الصقر وجعفر المراكز بشكل مميز, حيث تواجد جعفر على اليمين وتوغل حسن للعمق, يُمرر له رحيل يترك الكرة تكمل طريقها ناحية جعفر, والذى يطلق قذيفة بوجه القدم الخارجى تسكن أقصى يمين الحارس والذى إكتفى بمشاهدتها .
جعفر قتل فرحة الجماهير بالهدف الذى طال إنتظاره, برد فعل غير مسئول وتصرف أحمق, عندما خلع الفانلة وألقى بها أرضاً ورفض إستكمال المباراة وطلب تغييره .
جعفر يُلقى فانلة الزمالك الذى وضعه فى مصاف أبرز المهاجمين فى الكرة المصرية, يُلقى فانلة الزمالك فى نفس اليوم الذى أعلن فيه الأمريكى بوب برادلى ضمه لقائمة المنتخب لأول مرة فى تاريخه, تصرف وإن إعتذر عنه اللاعب, ولكنه يعنى الكثير, ويدل على أن جعفر بدء يشعر بنجوميته, وأنه أكبر من فريقه وناديه, ما يُنذر بسيره على درب لاعبين أنهوا مستقبلهم بأيديهم من خلال هذا التفكير, وأرجو أن نقضى على تلك الظاهرة داخل الزمالك تحديداً, فقد آن الآوان وفى ظل شكل الفريق المميز الموسم الحالى, أن يعلم كل فرد دوره, فالمدرب مُدرب, واللاعب لاعب, لابد أن يُعلن مسئولو الزمالك إنتهاء عصر الفوضى والعشوائية فى النادى .
- الدقيقة 28 فتح الله يُرسل أمامية لإبراهيم فى أقصى الجهة اليسرى, يتسلم الكرة بشكل مميز وبلمسة سحرية يُمرر لأحمد حسن المتوغل من الجهة المقابلة لداخل الصندوق يسدد ويتصدى لها الحارس .
بعد ذلك شارك كل من حازم إمام وعبد الله سيسيه, ولم يكتفى فييرا بمفاجئتنا فى عدم إشراك عيد اساسياً, بل أنه أصر على مفائجتنا فى إشراكه خلال آخر دقيقتين فى المباراة, فى تغيير لا معنى ولا مغزى ولا قيمة له, ليس تقليلاً من شأن عيد, ولكن أى لاعب خارق الذى سيفعل شئ فى دقيقتين, وهل المدرب الذى يُشرك لاعب فى آخر الدقائق, يكون هدفه إضاعه الوقت أو الحفاظ على الفوز ؟, أتصور أنه لا خيار ثالث لتبرير تغييرات الثوانى الأخيرةو, أتمنى أن تنتهى مفاجآت البرتغالى عند هذا الحد ولا تتكرر مرة أخرى لأنها صادمة !! .
خارج المباراة: أتعجب من إنتقاد الإعلامى أحمد شوبير لألتراس وايت نايتس, بسبب رفعهم لافتات سياسية فى المباراة .. فى الوقت الذى يُخصص فيه هو من برنامجه أكثر من 30 دقيقة للحديث عن السياسة, سواء كان كورة النهاردة أو الكورة وشوبير, بل أنه يتحاور مع بعض ممن لا علاقة لهم بالرياضة أو بمضمون برامجه, مثل ضياء رشوان نقيب الصحفيين الجديد, والذى ظل شوبير يحاوره فى مداخلة إستغرقت أكثر من 10 دقائق فى برنامج الكورة وشوبير يوم الجمعه الماضى !!!! .
أحمد حسن أتصور لو أعطى للزمالك نصف إهتمامه بالظهور دائماً فى وسائل الإعلام, لظهر بشكل مختلف تماماً, ليس من المعقول أو المقبول أن يقوم عميد لاعبى العالم, بعمل ثلاثة مُداخلات فى ثلاثة برامج تليفزيونية متتالية فى يوم واحد !!!! .
- لا ألتمس العذر لجعفر, ولكن يُلاحظ دائماً أن جمهور الدرجة الأولى خلف دكة الأجهزة الفنية, دائم السباب والإشتباك مع اللاعبين, فتارة جعفر وتارة شيكابالا, وغيرهم .. وهنا السؤال: هل يعنى ذلك أن الجماهير التى تتواجد بهذا المدرج بينهم أشخاص مُندسين ؟, أم أنهم من عشاق الزمالك بالفعل ؟! .
شاهد الفيديوهات
|