فاز الزمالك على الإنتاج 3/1 فى سادس جولات الدورى, الأبيض يواصل إنتفاضته بستة إنتصارات محلية متتالية, رقم غاب عنا كثيراً وإشتقناه أكثر, ونطمح فيما هو أكبر .
الزمالك رغم الفوز, إلا أنه وبجينات وراثية لمن يرتدى قميص النادى, عقد المباراة على نفسه رغم أن الفرصة كانت سانحة لقتلها مُبكراً بل ومُبكراً جداً, فالمواجهة كانت أشبه بمشهد فيلم وش إجرام, عندما كان هنيدى يشتبك مع شخص أقصر منه للتقديم على وظيفة رجل أمن !!! .
العجيب فى الأمر أن الزمالك كرر نفس السيناريو بنفس الخطأ مرتين فى شوطى اللقاء, تقدم مُبكر ثم إستهتار ولا مبالاة حتى يُحرجه الخصم الذى تناسى مُدربه المحترم أسامه عرابى, أنه يواجه الزمالك ولعب مباراة مفتوحة كما لو كان يواجه أحد فرق الوسط فى الجدول, كما أن الزمالك تكرر معه الخطأ الذى حدث فى لقاء المقاولون فى الإنفراد الذى أهدره الأخير فى آخر ربع ساعة, وتكرر الأمر مع الإنتاج لولا تألق عبد الواحد السيد, وكأن الثعبان يُلدغ من الجحر مرتين بل وثلاثة إن إمكن !!! .
المُقلق أن آداء الزمالك فى هبوط مستمر .. فبعد 90 دقيقة كاملة رائعة أمام الإتحاد فى إفتتاح الدورى, إلى 45 دقيقة فقط مميزة أمام الشرطة, ثم مباراة متوسطة أمام الداخلية, ثم شوط ثانى فقط جيد أمام بتروجيت, ثم 30 دقيقة من الشوط الثانى أمام المقاولون أداها الفريق بشكل رائع وسجل هدفي الفوز, وأخيراً مواجهة الإنتاج الحربى وأخطر داء يمكن أن يُدمر كل ماهو جميل فى زمالك فييرا, الإستهتار والثقة الزائدة وعدم إحترام المنافس .
الزمالك بدء المباراة بطريقة 4/3/3 بتشكيل مكون من: عبد الواحد السيد فى حراسة المرمى, أمامه رباعى دفاعى من اليسار صبرى رحيل ومحمود فتح الله وصلاح سليمان وأحمد سمير, وفى وسط الملعب إبراهيم صلاح وعبد الشافى ونور السيد, وثلاثى أمامى محمد إبراهيم على الجناح الأيسر وعلى الجانب المقابل أحمد عيد, ومهاجم واحد صريح أحمد جعفر, وتمثلت أخطر فرص الزمالك فى الشوط الأول فيما يلى:
- الدقيقة 11 الهدف الأول للزمالك عن طريق أحمد سمير, نور السيد ينقض بشكل رائع ويستخلص الكرة المُرتدة من الإنتاج, ثم يُمرر لمحمد إبراهيم يلعب كرة ساقطة مميزة لسمير المتوغل دون رقابة داخل الصندوق يودعها برأسه فى الشباك, فى إستمرار لتكتيك فييرا من خلال تواجد سمير المفاجئ فى الصندوق دون رقابة .
الجميل فى أسلوب فييرا وتكتيكه, أن جميع لاعبى الزمالك بإمكانهم تسجيل الأهداف, نظراً لإعتماده على الجماعية فقط دون النظر للنجوم, فالتكتيك هو من يتحكم فيمن يتواجد فى مناطق الخطورة وتسجيل الأهداف, وقد يكون أحمد سمير فى الهدف الأول, أو عمر جابر فى الهدف الثانى, أو عبد الشافى فى هدفه الثانى أمام المقاولون, وغيرها من أهداف الزمالك خلال الموسم الحالى, وهو تكتيك يمنحه تنوع فى إحراز الأهداف فالأمر لا يقتصر على المهاجمين فقط .
- فى الدقيقة 14 سمير ومحمد إبراهيم وان تو جميل يتوغل سمير ويُسدد كرة بعيدة عن المرمى .
- الدقيقة 17 رحيل يُرسل كرة أمامية لجعفر على يمين الصندوق يصوب فى ساعة الحائط .
الزمالك إعتمد على الكرات الأمامية فى عدة مناسبات ربما لكون أرضية الملعب من الترتان الذى جعل الكرة سريعة بشكل صعب من السيطرة عليها, الأزمة الحقيقة كانت فى تطفيش دفاع الزمالك لكرات عديدة جميعها تقريباً خاطئة !! .
فى الدقيقة 17 كرة ركنية يُنفذها الإنتاج بتمرير الكرة لأقرب زميل وسط سرحان دفاعى ولا مبالاة غريبة, ربما ستتضح بشكل أكبر فى هدف الإنتاج فى الشوط الثانى .
- الدقيقة 19 كرة مرتدة نموذجية للزمالك أحمد عيد لمحمد إبراهيم فى القلب يُمرر على يمينه لعبد الشافى فى وضعية إنفراد يُسدد ترتطدم بسعد ومنه إلى القائم ثم ترتد فى أحضانه مرة أخرى .
- الدقيقة 22 كنا على موعد مع فاصل من المراوغة التى لا تتكرر سوى مع لاعبين يرتدون القميص الأبيض, وأحد خريجى مدرسة الفن والهندسة, محمد إبراهيم يتسلم الكرة وسط 4 مدافعين, يموه بأنه سيمرر ثم يمر بالكرة ضارباً خط الدفاع بأكمله ليضع نفسه فى مواجهة مباشرة مع نادر سعد, غير أنه بدلاً من إختيار الحل السهل بمراوغة الحارس وإيداعها المرمى ليسجل هدف تاريخى, فضل الإستعراض بمحاولة لعب الكرة " لوب " من فوق الحارس .
- الدقيقة 41 أحمد عيد يُرسل كرة أمامية ترتد من دفاع الإنتاج لسمير يُسدد قوية بيسراه ولكن فى زاوية الحارس .
- فى الوقت الضائع هجمة للزمالك تستحق أن تكون ضمن مواقف وطرائف كرة القدم, إبراهيم صلاح بضغط مبكر مميز يستخلص ويُمرر على الجهة اليمنى لسمير المُتسلل يتركها لعيد القادم من الخلف يتوغل ويلعب عرضية أرضية على القائم البعيد يُخرج نادر سعد من الكادر وتصل الكرة لمحمد إبراهيم أمام المرمى الخالى يضعها خارج الملعب !!!! .
الزمالك يبدء الشوط الثانى بنفس التشكيل دون تغييرات فى الطريقة أو اللاعبين, وإن كلف فييرا محمد إبراهيم بالتواجد فى عمق الملعب خلف جعفر, لفتح مساحات أمام عبد الشافى ورحيل للتقدم على الجبهة اليسرى, ولعمل جمل تكتيكية فى مساحات ضيقة بينه وبين عيد وجعفر .
بدء الزمالك الشوط الثانى بهدف مُبكر لنور السيد, وياه لكرة القدم التى تغدر بنور فى عدة كرات أجمل من هذا الهدف فى مباريات سابقة, ولكن فى النهاية اللاعب يستحق الهدف بكل تأكيد, والذى جاء بعد إستلامه لكرة مرتدة ومراوغته للداخل بشكل جيد ويُسدد بيسراه قوية تمر بين أقدام نادر سعد لتُكمل طريقها إلى المرمى .
- الزمالك أبى أن يُنهى المباراة دون وضع " التاتش بتاعه ", وعاد للإستهتار مُعتقداً أن الهدف الثانى أنهى المباراة, غير أن الإنتاج فى الدقيقة السادسة, فتح الله بالناحية اليسرى يُطفش الكرة تصل لإسلام مصبح يُرسل عرضية تمر أمام " المشاهدين " مدافعى الزمالك سابقاً, تصل لسامسون يمُهد لكريم قرضة يُسدد فى المرمى, هدف يعكس كل أشكال الإستهتار واللا مبالاة والضغط فى أسوء صورة .
دفاع الزمالك يُعانى بشكل غير عادى مع الكرات العرضية, ولابد لفييرا من معالجة الأمر وإيجاد حلول مُناسبة .
- الدقيقة 9 أحمد عيد يُرسل عرضية نموذجية لأحمد جعفر وحيداً قرب خط الـ6 ياردات يصوب برأسه فوق المرمى .. ولا أعلم هل هناك كرة أسهل من ذلك لإيداعها الشباك ؟!! .
فى الدقيقة 20 فييرا يُخرج محمد إبراهيم المُصاب ويُشرك الصقر, لينتقل عيد إلى موقعه المُفضل فى الملعب على الجناح الأيسر, ويُصبح أحمد حسن جناح أيمن .
- الدقيقة 25 عرضية داخل الصندوق عيد يجلى ترتد لعبد الشافى يصوب " فيرستايم " يتصدى لها نادر سعد .
فى الدقيقة 31 يُخرج فييرا أحمد عيد فى جرأة يُحسد عليها, ويُشرك عمر جابر بدلاً منه ليصبح الأخير جناح أيمن وينتقل الصقر للجهة اليسرى .
فى الدقيقة 34 يخرج أحمد جعفر ويشترك عبد الله سيسيه .
فى الدقائق المُتبقية قمة الدراما فى كرة القدم, الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع الزمالك بكرة مرتدة جابر يُمرر لأحمد حسن على اليسار يتوغل وبحبه المعتاد للذات والبحث المُستمر عن المجد الشخصى, يتقدم للداخل وفى وضع تشريحى غير سليم يُقرر التصويب فى أجساد المدافعين, ترتد الكرة للإنتاج شديد قناوى يُمرر بينية لعبد الرحمن على فى وضعية إنفراد ولكن عبد الواحد يتألق ويُنقذ الموقف, يبدأ الزمالك هجمته وكرة طولية رائعة من النجم نور السيد لعمر جابر على يمين الصندوق يستلم بشكل مميز ثم يصوب كرة رائعة فى أقصى الزاوية اليمنى .
رغم المآخذ الكثيرة على آداء الزمالك, إلا أن الفريق فى النهاية نجح فى تحقيق فوزه السادس على التوالى بالدورى, على أمل إستمرار الإنتصارات يوم الجمعه أمام فيتا كلوب الكونغولى, وأن يكون اللاعبين إستوعبوا الدرس جيداً, وأن يعلموا أن الزمالك يلعب من أجل البطولة, والفوز ماهو إلا وسيلة أو طريقة للوصول للهدف الأساسى !! .
شاهد الفيديوهات
|