حقق الزمالك فوزه الرابع على التوالى منذ إنطلاق الدورى على بتروجيت 3/0, فى بداية موسم هى الأقوى للأبيض منذ سنوات طويلة .
أفضل ما فى الفوز, أنه تحقق رغم سوء الآداء خصوصاً الشوط الأول, كما أن الفريق أحرز هدف ثم الثانى ثم الثالث ليقتل المباراة تماماً, وهى السمة التى طالما نادينا بها وشددنا على أهميتها, فإحراز هدف ثم الحفاظ عليه, أكثر خطورة من أن تكون مُتأخراً بهدف من الأساس !! .
الجميل فى الفوز أيضاً, أنه أسفر عن إحراز الزمالك 16 هدف فى 5 مباريات رسمية خاضها منذ بداية الموسم, 4 فى الدورى ومباراة فى بطولة أفريقيا, وهو رقم جيد بمُعدل 3 أهداف تقريباً كل لقاء, فيما مُنى المرمى الأبيض بهدفين, وهو أمر لابد من الوقوف عنده, فرغم أن الهدفين تم إحرازهم فى مباراة واحدة فقط, إلا أن هدفين فى 5 مباريات فقط فى مرمى الزمالك الذى يرغب فى المُنافسة على البطولات, أعتقد أنه رقم غير جيد, لكن لننظر لنصف الكوب المليان, فإن تسجيل 16 هدف فى 5 مباريات شئ جيد جداً خاصة وأن الفرصة مُتاحة لزيادة هذا المُعدل .
الزمالك بدون شك إفتقد لمحمد إبراهيم فى المباراة, صاحب الكروى الراقى واللعب الأنيق, آخر نفحات مدرسة الفن والهندسة .
بدأ الزمالك المباراة بطريقة 4/3/1/2, بالإعتماد على رأسى حربة أحمد جعفر وعبد الله سيسيه, وخلفهم أحمد عيد عبد الملك وهو التوظيف الذى جعله يختفى طوال الشوط الأول تقريباً, لأن عيد خطورته دائماً تكون على الأطراف وخاصة الجانب الأيسر, أما عمق الملعب سواء كمهاجم ساقط خلف رأس حربة واحدة أو صانع العاب خلف ثنائى هجومى, فهما توظيفان يُصيبان عيد بالتوهان داخل الملعب, فى الوقت الذى خاض به بتروجيت المباراة بطريقة 4/4/2 كلاسيكية, وبات ثلاثى الزمالك فى وسط الملعب فى مواجهة 4 لاعبين هم أحمد فيليكس وأحمد شعبان وبلال جمال وحسام عرفات, ما جعل مهمة بتروجيت سهلة فى إختراق وسط ملعب الزمالك, مع الوضع فى الإعتبار أن ثلاثى الهجوم لا يؤدى الدور الدفاعى, وإن حدث ذلك فإنه لا يتجاوز خط وسط بتروجيت .
الزمالك فى الشوط الأول تأثر بعاملين, الأول تأخير إنطلاق المباراة, وهو بالفعل عامل مؤثر خاصة وأن اللاعبين أجروا عمليات الإحماء ثم إنتظروا لمدة 45 دقيقة تقريباً, حتى يأتى الأمن لتأمين اللقاء, والعامل الثانى هو إستيعاب اللاعبين لطريقة اللعب, وما أن تم ذلك حتى بدأ الزمالك فى الضغط على بتروجيت فى الربع ساعة الأخير من الشوط الأول .
خاض الزمالك المباراة بتشكيل مكون من: عبد الواحد السيد, صبرى رحيل, محمود فتح الله, صلاح سليمان, عمر جابر, إبراهيم صلاح, نور السيد, عبد الشافى, أحمد عيد, عبد الله سيسيه, أحمد جعفر, وتمثلت أخطر فرصه فى الشوط الأول فيما يلى:
- الدقيقة 5 نور السيد يُسدد كرة بيسراه تعلو العارضة .
- الدقيقة 8 أحمد عيد لصبرى رحيل على اليسار يُرسل عرضية عبد الشافى يتسلم داخل الصندوق ويُهيئ لنور السيد القادم من الخلف فى جملة جميلة يُسدد قنبلة ولكن يُخرجها المهدى سليمان .
- الدقيقة 29 نور يُرسل أمامية لسيسيه يُخطى المهدى سليمان تقديرها ويخرج من مرماه حتى قرب خط الـ18, ترتد الكرة لعيد قبل قوس الصندوق يُسدد ببطن قدمه تمر بجوار القائم .
- فى الوقت بدل الضائع يأتى الفرج على يد عبد الله سيسيه, كرة ميتة على الجهة اليسرى يلحق بها عيد ويُرسل عرضية تصطدم بعمر جابر ودفاع بتروجيت لتتهيأ أمام سيسيه على خط الـ6 ياردات يُسددها بشكل جمالى مُحرزاً الهدف الأول للزمالك, وهو نقطة تحول فى المباراة, فقد إرتبكت حسابات الفريق البترولى, وإستنفر الزمالك قواه من جديد .
الشوط الثانى لم يُجرى فييرا تغييرات بل تعديلات على توزيع اللاعبين, حيث وظف سيسيه كجناح أيمن, ربما كان ذلك بغرض دفاعى فقط وليس هجومى, لان هذا التوظيف لا يتلائم مع سيسيه فنياً فهو لا يُجيد المراوغات بما يتناسب وإحتياجات هذا المركز, أو بدنياً لإنه لا يمتلك سرعات عالية, وكان هدف البرتغالى من ذلك التعديل إغلاق الجبهة اليسرى النشطة لبتروجيت, ليصبح الزمالك فى الشوط الثانى يؤدى بطريقة 4/3/2/1, بتواجد إبراهيم صلاح كإرتكاز على الدائرة على يمينه نور السيد ويساره عبد الشافى, وجناحين على اليمين عبد الله سيسيه واليسار أحمد عيد, ومُهاجم وحيد أحمد جعفر, وتمثلت أخطر فرص الزمالك فى الشوط الثانى فيما يلى:
- الدقيقة 15 نور السيد يُسدد فى يد الحارس .
- الدقيقة 21 طولية من فتح الله لعبد الشافى يقوم بعمل تشميسة لمدافع بتروجيت, ثم يُهيئ كرة لعيد يتباطأ ويستعرض إلى أن يقطعها منه دفاع بتروجيت, ثم ترتد مرة أخرى لعبد الشافى يُمرر بينية لسيسيه دون رقابة فى مواجهة الحارس يتباطأ أيضاً حتى يُمسكها المهدى سليمان ! .
فى الدقيقة 22 خرج عبد الله سيسيه وشارك بدلاً منه حازم إمام, لتنقلب المباراة رأساً على عقب بسرعة حازم وإنطلاقاته, فى الوقت الذى بدأ فيه بتروجيت يهبط بدنياً .
- الدقيقة 26 أحمد عيد أمامية لحازم إمام فى منطقة الـ18 يسدد يُخرجها المهدى سليمان ركنية, ينفذها إمام عرضية يُخرجها الدفاع لتجد نور السيد يُسدد ترتد من المهدى سليمان, ثم تجد أحمد جعفر يضعها بشكل سئ جداً ولكن التوفيق يُحالفه وتسكن الشباك بعدما لمست يد الحارس .
الدقيقة 32 أحمد مجدى يُشارك بدلاً من فتح الله المُصاب, ولا يزال مجدى كما هو دون أى تقدم فى المستوى يمكن ملاحظته, وأتصور أنه لو يمتلك بتروجيت مُهاجم سريع, لكان من الوارد جداً تعويض فارق الهدفين ! .
- الدقيقة 37 حازم ينطلق كالسهم لا يجد من يوقفه ثم يعترضه مدافع بتروجيت قبل أن تذهب الكرة لجعفر الذى خرج المهدى سليمان ليغلق أمامه زاوية التسديد, يُمرر بشكل سئ لكنها سارت فى إتجاه عيد والمرمى خالى ليُسجل أول أهدافه بالقميص الأبيض وهدف قتل المباراة وإجهاض آمال بتروجيت .
- الدقيقة 40 عبد الشافى يُرسل عرضية جميلة لحازم المُنطلق داخل الصندوق بسرعته على القائم القريب ولكنه يُسدد فى السماء .
فيما تبقى من دقائق كان هناك ملحوظتين مهمتين, الأولى هى عودة الزمالك لعادته القديمة فى سهولة فقدان الكرة بشكل عكس مدى الثقة الزائدة عن الحد, والتى وصلت لحد الإستهتار واللامبالاة فى كرات عديدة, ولابد لفييرا من وقفة حاسمة مع هذا الأمر .
الملحوظة الثانية هى الكرات العرضية من الضربات الثابتة لبتروجيت, فلولا توفيق المولى عز وجل ثم تألق عبد الواحد السيد, لأحرز بتروجيت هدفين مؤكدين من كرتين ثابتتين, الأولى ركنية والثانية ضربة حرة .
- صبرى رحيل: عليك بالتدريب المُكثف جداً على إرسال الكرات العرضية, حتى لو كان من وضع الثبات, ولكن من غير المقبول أن يضيع مجهود زملائك بالإشتراك معك فى بناء هجمة تنتهى إليك فى الجبهة اليسرى, ثم تُرسل عرضية - فى معظم المناسبات - فى مستوى " وسط " المُهاجمين !! .
على كل الأحوال, مبروك لجماهير الزمالك الحبيبة فوز فريقها الرابع على التوالى على حساب فريق صعب وفى مباراة قوية, نتمنى إستمرار الزمالك على هذا المنوال, وللمرة المليون .. الأصعب لم يأتى بعد .. وكل ما سبق مُجرد بداية - طبيعية - للزمالك .
شاهد الفيديوهات
|