ربما سببت موقعة بورسعيد الشهيرة .. ألم نفسى شديد لكل من كان يُشجع كرة القدم, بغض النظر عما إذا كان ينتمى للمصرى أو الأهلى, بل ووصل الحال ببعض عشاق الساحرة المُستديرة إلى إعتزال التشجيع تماماً, طالما أن كرة القدم قد تصل بنا لهذا الحد من التعصب, الذى يودى بأرواح المُشجعين .
ولكنك قد لا تُصدق عزيزى القارئ .. أنه رغم فاجعة ماحدث ووقعة السئ على الجميع .. إلا أنه يحتفظ بأثر إيجابى, قد يُغير من خريطة التشجيع فى الكرة المصرية خلال السنوات القادمة .
موقعة بورسعيد أسفرت عن قتل 72 من المشجعين .. وأتصور أنها أدت لتدمير شبح التعصب الذى عصف بالعديد من شبابنا وأبنائنا .. وإن كان مازال الأمر يتعلق بالألتراس .. وهل سيقرر آداء دوره كمشجع فقط .. أم أن مناوشاته مع الأمن ستظل عرض مستمر خلال السنوات القادمة ؟! .
لابد وأن نستفيد من درس بورسعيد .. وأعتقد أنه أصبح يتعيّن علينا وضع كرة القدم فى نصابها الصحيح, هى وسيلة للترفية والتسلية, للإستمتاع ونسيان كافة المتاعب, فكرة القدم تبقى " متعة " بغض النظر عن أى إعتبارات أخرى تولدت لدينا بفعل التعصب خلال السنوات الماضية .
علينا نسيان تلك حرب التعصب التى إشتعلت فى وقت ما بين جماهير الأهلى والزمالك, وعدم منح الفرصة لبعض المتعصبين أو الشغوفين بأياً من الناديين, بأن يسيطر على عقلية الملايين من المشجعين المحترمين, والذين لا يخرجون لعبة كرة القدم عن إطارها الهادف للإمتاع فى المقام الأول والأخير .
نعم هى " متعة " سواء كنت فائزاً أو مهزوماً, متعة سواء حصدت لقب بطولة أو خسرته, وهذا التعريف ليس بالغريب علينا, فنحن جميعاً نتابع وعن إهتمام كبير كرة القدم الأوروبية, ولا سيما مباريات الكلاسيكو الشهيرة بين ريال مدريد وبرشلونة, ولكن هل سأل أحد منا نفسه لماذا نشاهد تلك المباريات, رغم أننا لا نتعصب للريال أو البارسا, ولكننا نستمتع بهذه النوعية من كرة القدم الحديثة المتطورة المُمتعة, بغض النظر من فاز ومن خسر, هذا هو المعنى والمضمون الحقيقى الذى لابد وأن نتعامل به مع فرقنا .
شاهد الفيديوهات
|